د. إيمان بشير ابوكبدة
تعتبر مدينة مراكش واجهة المغرب السياحية، والمعروفة بثقافتها وفنونها وتقاليدها وتراثها المعماري الذي استقطب تدريجياً عدداً كبيراً من الفنانين المشهورين.
تقع مراكش جنوب المغرب عند سفوح جبال الأطلسي على بعد ثلاثين كيلومترا منها، وترتفع 450 مترا عن سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الرباط 327 كيلومترا، تتميز بمناخ شبه جاف شتاؤها معتدل رطب وصيفها جاف حار.
يعود تأسيس مراكش إلى أكثر من 1000 عام، حيث كانت عاصمة لعدد من السلالات والدول التي تعاقبت على المغرب، كالمرابطين والموحدين ثم السعديين.
وتتميز المدينة القديمة في مراكش بجمال فريد من نوعه، وبنايات عمرانية رائعة، إضافة إلى أجواءها الأسطورية، فبفضل ذلك كله تم تصنيف مراكش في قائمة التراث العالمي للإنسانية في سنة 1985، من قبل منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم اليونسكو.
أفضل أماكن سياحية في مراكش
ساحة جامع الفنا
بنيت ساحة الفنا في عهد الدولة المرابطية خلال القرن الخامس الهجري كنواة للتسوق لكن أهميتها تزايدت بعد تشييد مسجد الكتبية بعد قرابة قرن كامل. واستغل الملوك والسلاطين في ذلك الوقت الساحة كفناء كبير لاستعراض جيوشهم والوقوف على استعدادات قواتهم قبيل الانطلاق لمعارك توحيد المدن والبلاد المجاورة وحروب الاستقلال.
تعتبر هذه الساحة القلب النابض لمدينة مراكش حيث كانت وما زالت نقطة التقاء بين المدينة والقصبة المخزنية والملاح، ومحجا للزوار من كل أنحاء العالم للاستمتاع بمشاهدة عروض مشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص، والموسيقيين إلى غير ذلك من مظاهر الفرجة الشعبية التي تختزل تراثا غنيا وفريدا كان من وراء إدراج هذه الساحة في قائمة التراث اللامادي الإنساني التي أعلنتها منظمة اليونسكو عام 2001.
مدرسة بن يوسف
يعود بناء مدرسة بن يوسف إلى القرن الرابع عشر من قبل السعديين حيث إنها احتضنت كبار الأدباء والعلماء الذين درسوا العلوم الدينية والفقهية إلى جانب علوم أخرى، وتعتبر اليوم أكبر مركز للدراسات الإسلامية في المملكة المغربية وشمال أفريقيا. اليوم أصبحت من أكبر مناطق الجذب السياحي في المدينة بعد أن جمعت ما يقارب من 900 طالب على مر السنين.
كما تعتبر المدرسة تحفة أثرية تعكس ازدهار الحضارة المغربية الأصيلة لتصميمها المذهل الذي يجمع بين العمارة الإسبانية والرومانية، إضافة إلى زخرفة بنائها المنقوشة بالخط العربي الكوفي في المناطق الداخلية من الساحة المملوءة بشتى أنواع الأشجار المثمرة والنباتات.
قصر الباهية
يعود بناؤه إلى عهد الدولة العلوية للوزير أحمد بن موسى على عهد السلطان عبد العزيز، مسير شؤون الدولة انذاك، والملقب بـ باحماد،حيث جلب هذا الأخير أمهر الصناع والحرفيين للاشتغال بالقصر لمدة ست سنوات متتالية، إلا أن القدر المحتوم حال دون رؤيته للقصر حيت وافته المنية سنة 1900 والأشغال لم تنته بعد.
أسوار مراكش
بنيت في أوائل القرن الثاني عشر على يد السلطان علي بن يوسف الذي يعد من سلالة المرابطين بهدف حماية المدينة من هجمات العدو الأوروبي والجنوب الإفريقي. يمتد طول هذه الأسوار 11 كيلومتر ويتراوح ارتفاعها العشر أمتار. تم تصنيفها من أجمل الفنون المعمارية العربية والإسلامية الأندلسية. تضم الأسوار 25 بوابة وعُين لكل واحدة منها 1000 حارس، إلا أنه لم يبق منها إلا بوابة أكناو التي تنفرد بتصميمها المميزة وكونها البوابة الرئيسية لحي القصبة.
قصر البديع
قصر البديع هو قصر بني في نهاية القرن السادس عشر. بناه السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي شهورا قليلة بعد توليه الحكم احتفالا بانتصاره على البرتغاليين في معركة وادي المخازن عام 1578. مع استمرار البناء والتزيين معظم فترة حكمه، تم تزيين القصر بمواد مستوردة من بلدان عديدة من إيطاليا إلى مالي، واختار أحمد المنصور الزاوية الشمالية-الشرقية لبناء هذا القصر الذي خصص لإقامة الحفلات وتنظيم الاستقبالات الرسمية. كان القصر جزءا من مجمع قصور السعديين الأكبر الذي يحتل منطقة.
أسواق المدينة القديمة
بنيت هذه المدينة في عام 1060 وانضمت إلى مجموعة اليونسكو عام 1985 لاحتوائها على العديد من الأزقة الضيقة والبيوت الملونة ولكونها أحد مواقع التراث المهمة.
يمكن مشاهدة مجموعة من عجائب الحرف اليدوية والفنون المغربية في مختلف الأسواق كسوق الأحذية، سوق النجارين، سوق العطور والتوابل، سوق صانعي الجلود حيث تصبغ هذه الأخيرة على الطريقة القديمة بالإضافة إلى سوق البحوث.
متحف إيف سان لوران
متحف إيف سان لوران يقع بجوار حديقة ماجوريل، حيث يمكن مشاهدة أقدم الأعمال والتصميمات وآلاف الفساتين والأزياء الراقية التي تعتبر جزءا فقط من إرث المصمم الفرنسي سان لوران.
إلى جانب ذلك فالمتحف يضم أيضا مقهى، مطعم، قاعة للعرض السينمائي لحياة المصمم العالمي ومكتبة للبحث تضم أكثر من 5000 آلاف كتاب.
سوق السمارين
يقع سوق السمارين الشعبي على مساحة كبيرة تتخللها أزقة ضيقة مسقوفة في جزء كبير منها بحصير مصنوع من نبات القصب، وتقع مداخلة بمحاذاة ساحة جامع الفنا في مراكش الذي يعج بالمئات من الزوار الذين يحتارون في شراء التذكارات والبضاعة التراثية، حيث يعرض أصحاب الدكاكين كل ما يخطر وما لا يخطر على البال من منتجات الصناعة التقليدية المغربية.
ضريح السعديين
من الأضرحة العريقة التي تستحق الزيارة، ضريح السعديين الموجود وسط حديقة كبيرة في المدينة الحمراء. ويعود تأسيسه إلى القرن السادس عشر على يد السلطان عبد الله غالب وقام الحاكم أحمد المنصور الذهبي وحلفائه بتوسيعه في القرن السابع عشر. وينقسم الضريح إلى شقين من القاعات، الأول يتكون من ثلاث قاعات ومن بينها قاعة المحراب المخصصة للصلاة وقاعة الاثنا عشر عمودا الرخامية والتي تحتوى على قبر السلطان المنصور وابنه. أما الشق الثاني فهو عبارة عن قاعة كبيرة بها شرفتان. كما يتميز الضريح بالنقوش المتواجدة على سقوفه وجدرانه.
الحديقة السرية
تقع الحديقة السرية في المدينة العتيقة بمراكش، وكانت تعد معلم تاريخي يعود إلى سلالة السعديين. تعكس الحديقة روعة الطراز المعماري الإسلامي والفن المغربي بشكل واضح. تمكن الحديقة لزائريها استكشاف مبانيها وحدائقها ذات التقاليد العظيمة للقصور العربية الأندلسية. وتستقطب الحديقة محبي الطبيعة الاستوائية والهدوء، حيث تضم أجمل النباتات الحية والزهور من كافة القارات.
سوق الحرفيين
ستجد في هذا السوق المذهل كل ما تتمناه، من الحرف اليدوية التقليدية والهدايا التذكارية وغيرها. كما ستتمكن من التعرف على صناعة المنتجات اليدوية بشكل أقرب.
جامع الكتبية
يقع الجامع على مساحة تقدر بـ 5300 متر مربع ويضم أحد عشر قبة منقوشة بالإضافة إلى سبعة عشر جناحا داخليا ويتميز بمنبره الآلي المتحرك الذي يعكس جمال فن النجارة الإسلامية.
تم بناء المسجد في عام 1162 وهو أحد إنجازات العمارة الموحدية، وصنف كواحد من أفضل أماكن السياحة في مدينة مراكش
حديقة ماجوريل مراكش
عبارة عن حدائق استوائية مميزة في تصميمها ومزجها بين الالوان والطبيعة الخضراء. تضم الحدائق نباتات متنوعة بعضها نادر جمعت من القارات الخمس ومن بينها الصبار والنخيل والسراخس.
سميت الحدائق بهذا الاسم نسبة إلى الفنان الفرنسي جاك ماجوريل الذي صممها حيث يرجع أصل هذا التصميم الى بلدة نانسي الفرنسية. تعتبر الحدائق الآن من اجمل الأماكن السياحية في مراكش.
متحف دار سي سعيد
يضم مجموعة فريدة من المعروضات التي يجتمع فيها الفن المعاصر والأعمال بالسيراميك والمنسوجات والنقوش القرآنية والقطع النقدية والفخاريات وغير ذلك.
حي القصبة
حي القصبة، والمعروف أيضا بالحي الملكي، من أشهر الأماكن السياحية في مراكش. حيث يمثل هذا الحي تاريخ المدينة وعظمتها من خلال العمارة المزخرفة والنقوش الدقيقة التي تزين مبانيه إلى اليوم.
سفاري صحراء مراكش
تعتبر زيارة الصحراء تجربة ممتعة ستبقى خالدة في ذاكرتك، منذ الانطلاق نحو الصحراء وركوب الإبل، والتقاط الصور الرائعة بجوارها، وصولا إلى تسلق الكثبان الرملية.