شعر/ سونيا عبداللطيف من قلبية نابل
متابعة/عبدالله القارئ من تونس
منذ نبتت في بطن القدر
وأنا أخيط فم الوقت
حتى لا تهرب أسنانه إلى المجهول
قضيت دهرا أرتق انكسار القلوب
أُزيل عنها حبرا قاتما لا يزول
أفركه بين أصابعي بالملح والليمون
دهرا قضّيته
وأنا أصل المسافات بالمسافات
أغرس وردا حيث أمضي
في كلّ الدروب
أُنقّي هواء من هراء
الرّعود
وسماء داكنة… سوادها
أشدّ من سواد الظّلام…
َمنذ خلقت في رحم الأرض
ما طالت لي جذور
ما تفرّعت لي غصون
ما تفتّحت لي زهور
ما أينع ثمر..
ما صارت لي بذور
بلا قدم.. اسير
بلا جناحين أطير
بلا يد اشير
أُقاتل الصمت
كلّما يخيّم على المدينة سكون
أو تُصاب كائناتها بالخمول
وأسوارها بالجنون
أبعث أنفاسي في الأنفاس
أحيي ما لحق بها من ذبول
أمنحها عمرا
أهبها عطرا
أسكنها الحبور
تستفيق الأرواح من عرين السبات
تحلق في زهوّ
جميعهم..
حول الشمس يحوم
جميعهم يقطف الشهب من عين
الشرود
جميعهم يُلقى بظلاله للنجوم
جميعهم ارتقوا سلم الوعود
نثروا، نقضوا
نبشوا في سرايا قلبي المكلوم
سكنوا اضلاعي
جابوا تجاويف عقلي
سحبوا بساط الحب من معين صبري
سرقوا سرّ الوجود…
ما وصلني منهم كرم
لا رفق، لا جود
هؤلاء….
إلى الزوال..
إلى الغروب
ما تحملوا شروق شمس
فهرعوا بلا وجهة
بلا قصيد
بلا لحن
يلا عود
مصيرهم..
مصير أصحاب الفيل…
إنه ليوم شاهد ومشهود.
قلبي بريء منهم..
بياضه ناصع، مهما مرت عليه
زيف وعود..
والشؤم على أصحابه
يعود
يعود
سونيا عبد اللطيف
قليبية 14/ 04/ 2024