محمود سعيد برغش
بعد معركة” القادسية “العظيمة التي انتصر فيها المسلمون على الفرس انتصارا عظيما وكسروا ملكهم وحطموا امبراطوريتهم …
سارت جيوش المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه … لإكمال فتوحات بلاد فارس والقضاء على ماتبقى منها، حيث هربت جيوش الفرس وراء نهر دجلة، واستولوا على كل السفن، فكان عبور نهر دجلة مستحيلا دون سفن لعظم النهر وكثرة الماء فيه!!.
ولكن أثناء عبور النهر حدثت كرامة عظيمة بعد ذلك أذهلت جيوش فارس…!
حيث استطاع” عاصم بن عمرو التميمي “… أخو القعقاع ابن عمرو وكان لا يقل بسالة عن القعقاع… وذلك بأمر من القائد العظيم والصحابي الجليل” سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه اجتياز النهر والموج المتلاطم بكتيبة “الأهوال الإسلامية” ومعه ستين فارسا من المسلمين الشجعان، والفرس على الجانب الآخر من النهر ينظرون…
حيث تمكنت الكتيبة من عبور النهر دون أن تغرق… ودخل المسلمون الماء بخيولهم وهم يقولون حسبنا الله ونعم الوكيل فساروا على الماء كأنهم يسيرون على وجه الأرض اليابسة، في كرامة من الله سبحانه لاوليائه الصالحين!!.
فلما رآهم الفرس أصابتهم الدهشة والذهول، وقالوا “ما تقاتلون إنسا بل تقاتلون جنا”…
وعندما وصلت كتيبة الأهوال وكتائب المسلمين الأخرى بعدها تباعا إلى الجانب الآخر من النهر… أمر سعد باقي جيش المسلمين أن يعبروا النهر وأن يقولوا عند دخول الماء:
(نستعين بالله ونتوكل عليه، حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)…
فكانت الحجارة تأتي من قاع النهر تحت حوافر الخيول حتى تكمل السير… وكأنها تسير على أرض ممهدة…
سبحان الله …
ثم اقتحم سعد -رضي الله عنه- الماء بفرسه واقتحم باقي الجيش، فساروا فيه كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى ملؤا ما بين الجانبين من النهر!!. فلا يرى وجه الماء من كثرة الفرسان والرجال عليه، وكان الفارسان من المسلمين يتحدثان مع بعضهما على وجه الماء وكأنهما يتسامران على وجه الأرض!!
الله أكبر… الله أكبر… الله أكبر ولله الحمد…
هكذا كان الإخلاص… هكذا كانت العقيدة… هكذا كان الصدق مع الله… رجال صدقوا الله فصدقهم الله… رجال لا يخشون في الحق لومة لائم… رجال كالجبال… لا يهابون الموت… فتحوا بالعدل مشارق الأرض ومغاربها… لأنهم رجال محمد صلى