بقلم /محمد المنجه
يتشابه الموروث الغذائي الإحتفالي بعيد الفطر لدى الشعبين العربيين الشقيقين المصري والتونسي باعتماد أطباق تتكون أساسا على السمك المملح .
مع اقتراب حلول عيد الفطر تتزود العائلات المصرية ب”الفسيخ” الذي يعد الأكلة الأكثر إقبالاً في هذه المناسبة الدينية وقد عرف أكل الفسيخ في مصر منذ العصر الفرعوني عندما كان ينحسر نهر النيل ويخلف وراءه الأسماك ويتناولها المصريون في شم النسيم، والآن في عيد الفطر
الفسيخ هو سمك البوري ,يتم تنظيفه جيدا وتوضع عليه طبقه من الملح، ويغلف لمنع أي تسرب ضوئي إليه ويترك في حرارة أقل من 18 درجة، ولمدة تناهز 20 يوما حتى ينضج في الملح.
وفي تونس وبالخصوص في مدينتي صفاقس والمنستير الساحليتين يتناول الأهالي صباح يوم عيد الفطر السمك المملح الذي يتم اعداده قبل أيام من حلول العيد ويشترى بحساب الكلغ أو بـ “الدلالة” أي المزايدة في السوق بعد تمليحه وتجفيفه من الماء على أن يطبخ بعد غسله جيدا من الملح في الماء الساخن أو مفورا ويتناول في مدينة صفاقس مع ‘ الشرمولة ‘ وهي أكلة تعتمد العنب المجفف ‘الزبيب’ والبصل كمكونين رئيسيين
يقول أهالي مدينة صفاقس، إن إعداد طبق “الحوت المالح” ارتبط بحادثة قديمة وقعت قبل مئات السنين حيث اصطاد بحارة من المدينة صيدا وفيرا من السمك، لكن صيدهم لم يلق حظه عند البيع ولم يقبل عليه الزبائن، لأن الحادثة كانت في آخر يوم من شهر رمضان واعتاد الناس على شراء اللحم في عيد الفطر.
فاضطر بعض البحارة إلى إلقاء الأسماك في البحر، لكن آخرين فكروا في تخزين السمك بتجفيفه وتمليحه، إلا أنهم بعد أن تناولوه اشتد بهم العطش فاقترحوا إعداد طبق يخفف من ملوحة السمك، فطبخوا “الشرمولة”، حتى أصبح الطبقان يعدان سويا في عيد الفطر.
ويقول المواطنون سواء في مصر أو تونس أن هناك حكمة وراء إعداد “الفسيخ” و “الحوت المالح” خصيصا يوم عيد الفطر وبعد شهر كامل من الصيام، لشرب كمية كبيرة من الماء حتى يعوضوا كمية المياه التي خسرتها أجسامهم أثناء الصيام.