نهاد عادل
مع قرب إنتهاء نفحات الشهر الكريم وإستقبال عيد الفطر المبارك، يستعد المصريون لصنع كعك العيد، الذي يعود أصل صنعه إلى العصر الفرعوني منذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة، حيث كان يحضره المصريون القدماء، على أشكال دائرية فى الأعياد وقبل زيارة الموتى والقبور، كما يفعل المصريون الآن عند تحضيره فى حفلات الزفاف واستقبال عيد الفطر، حيث وجد علماء الآثار طريقة تحضير الكعك وصوره، منقوشة على جدران المعابد الفرعونية في طيبة وممفيس
مثل معابد الأقصر ومنف.
فقد اعتاد المصريون القدماء على قولبة الكحك في أشكال هندسية مختلفة ثم أضيفت صورة إلهة الشمس القديمة آثون إلى سطح البسكويت.
وكانت بداية صناعة الكعك فى عهد عند المصريين القدماء، عندما تمكن الخبازون فى عصر الدولة الفرعونية من صناعة الكعك بما لا يقل عن 100 شكل، وكانوا يرسمون صورة للشمس على الكعك والتى كانت تمثل الإله “رع” عند القدماء المصريين، كما كانوا يشكلون على أشكال حيوانات ونباتات، وقد اعتادت زوجات الملوك على تقديمه للكهنة حراس هرم خوفو فى يوم تعامد الشمس على غرفة الملك خوفو بالهرم.
تقول المراجع التاريخية إن تاريخ صناعة الكعك يعود إلى عصر الحضارة الفرعونية القديمة، حيث برع المصريون القدماء فى صناعته بمكونات أقرب للمكونات التى يتم استخدامها فى العصر الحالى فى صناعته، حيث كان قدماء المصريين يستخدمون السمن وعسل النحل والدقيق فى صناعته، كما كانوا أحيانا يحشونه بالتمر أو التين ويزينونه بالفواكه المجففة مثل الزبيب، وهو ما أكدته الصور التى عثر عليها على جدران بمقابر منف وطيبة والتى توضح كيفية صناعة الكعك فى عصر الفراعنة.
ظل المصريون يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم التى لم تتغير على مر العصور، حتى أن دخول الإسلام مصر على يد عمرو بن العاص لم يؤثر عليها، والتى كان من بينها صناعة الكعك وتناوله، إلا أنه فى هذه المرة ارتبط بالاحتفال بعيد الفطر، العيد الإسلامى الذى يحتفل فيه المسلمون بإفطارهم بعد شهر رمضان، وكان هذا لأول مرة فى عهد الدولة الطولونية ومن بعدها الدولة الإخشيدية حتى ازدهرت صناعته فى عهد الدولة الفاطمية، التى كان حكامها يحرصون على المبالغة فى مظاهر الاحتفال بالمناسبات الدينية والتى كان من بينها عيد الفطر الذى حرصوا فيه على ازدهار صناعة الكعك فى مصر وتوزيعه على عامة الشعب