كتبت _ ساندي حسنين
نجوب صفحات البعض فنجدها مليئة بالمآسى والأوجاع كتابات عن الإكتئاب والانتحار وأقصى ما نفعله هو الضغط على زر أحزننى وكتابة (وحد الله) وكأنه غير موحد بالله دون أن نقف ولو لثوان قليلة سائلين أنفسنا لماذا كتب هذا الشخص تلك العبارة؟ وماذا يشعر فى داخله فى تلك اللحظة؟ أو حتى نقول له مجامة (أنا جنبك – إتطمن – كله خير – كله هيتحل)
لربما كثرة الضغوط الإجتماعية جعلت قلوبنا قاسية بعض الشئ أصبحنا لم نعد نهتم إلا بما نريد فقط لم يعد يشغلنا من فعل ماذا؟ إلا من أجل العتب واللوم ومن ثم الجلد
أشخاص كثيرون يكتبون عن الإنعزل والإكتئاب وربما عن الإنتحار ويشاركون قصص المنتحرين رغم نجاحاتهم منهم من يلمح بين السطور ومنهم من يعلنها واضحة جلية ومن بين هؤلاء الأشخاص إسماعيل محفظ القرآن
إسماعيل شاب بالغ وسيم الملامح لطيف الطباع في العقد الثالث من العمر حاصلاً على بكالوريوس من جامعة الأزهر ويعمل محفظاً للقرآن الكريم
وجد معلقاً بحبل داخل منزل بدائرة مركز شرطة العسيارت بعدما قد كتب وصية على صفحته الشخصية في الفيسبوك مفادها (صلوا علي بعد صلاة التراويح وقولوا لأمي متلبسش إسود وطلابى يختموا علي القرآن وأن يصلوا علي في مسجد الخطيب لأودع أحبائي وطلابي من هذا المسجد) يعلنها أمام الجميع بوضوح
إسماعيل بالرغم من كونه مؤمناً متعلماً وحافظاً لكتاب الله عز وجل إلا أنه كان يعاني وبشدة ولا أحد يعلم ما بداخله
كتب عن ما يشعر ويحس عبر صفحته بالفيسبوك لأنه لربما لم يجد من يسمعه ويشعر بمعاناته وتخطبطاته ويهتم لأمره فيهديه الأمان بدلاً من النصائح والقسوة والتشكيك في قوة إيمانه
إذا صادفت أحد من هؤلاء يوماً فاعلم أنه فاض به حتى النخاع وأنه لم يعلن تلك المشاعر لك ولغيرك إلا لفقدانه الأمل التام في كل شيء حي فلا النهار يوفي بوعده ولا الليل يعده بنهار جديد لذلك لا تتحدث معه عن الله أو الجنة أو النار فهو يعرفهم أكثر منك ولا تتحدث معه بالعقل والمنطق ولا تحادثه عن الناجحين والمتميزين فقط إحتضنه فهو يحتاج إلى قلب ولمسة حانية تشعره أنه مهم وأن الدنيا لا تحلو إلا به وأن هناك من يهتم به وبوجوده وأن الدنيا لازال فيها الخير الكثير
معظمنا لا يجيد التعامل مع الدافع النفسى لدى الأشخاص ولا حتى مع الحيل النفسية التى يستخدمها البعض فى مواقف معينه متجاهلين أن الروح هى الأهم فى حياه الإنسان
لربما إذا سأل الإنسان نفسه ما قيمة الجسد بلا روح ! لعرف أنه لا قيمة للجسد بدون الروح على الرغم من أن الروح سوف تحيا بدون الجسد حياة أبدية سرمدية لا نهاية لها
نحتاج أيضاً من السادة الأطباء النفسيين (الأساتذة) جزء كبير للتحدث عن النفس وقيمتها وقامتها وأهميتها وأن الجسد ما هو إلا ميكانيكية تتحرك بقوى الروح
للناس عامة وللأبوين خاصة أقول:
ليس مهمتكم أن يأكل الولد وأن تشرب البنت وأن يتزوجا فقط
بل يجب على الأباء والأمهات أن يهتموا لما يشعر الإبن ولما تحس البنت وعدم تجاهل ما يقولوا أو يكتبوا أو يشعروا ويشاركوا
وأى ما كان سبب وفاه إسماعيل فمن الواضح أنه كان يعانى وبشدة ولم يجد يداً تمسك بيده عند السقوط من على مشنقة الوجع.