كتب / محمد منصور
ما الخطأ الذي وقع فيه الشيخ علي جمعة لدرجة أن الدنيا قامت عليه ولم تقعد حتى الآن؟
والعجيب أن كثيراً من الثائرين عليه ويطالبون بتكفيره وهم لايبلغون في العلم الشرعي عشر معشار ماعند الشيخ هم صبية ودعاة هواة يسودون عيشة الناس ويضيقون عليهم الخناق باسم الدين حتى دفعوا كثيراً من الشباب لترك الدين والاستهزاء به بل وإعلان إلحادهم بشكل واضح وصريح وكأنهم يرسلون رسالة مفادها إذا كان دينكم بهذا الشكل الانتقامي الذي يدفعنا لمخاصمة الحياة فنحن لانريده بل وسنخرج منه . وهكذا يعلنونها بوضوح وصراحة ، واشبعوا بدينكم الغلاوي الانتقامي الذي لايرى في الدنيا غير السواد .
فكوكب الأرض به أكثر من أربعة آلاف عقيدة أخرى أكثر سماحة وأكثر تسامحاً وإنسانية واحتواء للبشر .
المؤكد أن الشيخ على جمعة يفهم الإسلام أكثر منا جميعاً ويعرف كيف حوله هؤلاء الدعاة الذين سمموا أفكار الناس إلى منطقة طرد بعد أن كان يجذب كل البشر بمختلف مشاربهم .. والرجل في ردوده التي أغضبت الثائرين عليه لم يخترع ديناً جديداً بل صحح المفاهيم التي شوهها الدعاة الوهابيون والمنافقون والمغرضون والمعقدون نفسياً والعواطلية الذين بلاعمل ولامؤهلات فوجدوا في ركوب الدين واللعب بعواطف الناس الدينية سبيلاً إلى الثراء والشهرة لأكثر من خمسين عاماً .
قال إن الجنة ليست للمسلمين فقط .. وإنما بنصوص القرآن الكريم وماأكثرها تسع كل من آمن بأن للكون إلهاً وعمل عملاً صالحاً .. هذا فضلاً عن أن مفهوم الجنة في ذاته وصورتها ومايجري فيها يختلف من عقيدة لعقيدة أخرى .. فتصور الجنة عند المسلمين يختلف عنه عند المسيحيين وعن مفهومها عند البوذيين أو الهندوس وهكذا..
أما الصداقة بين الشباب من الجنسين فهي حاصلة وواقعة ولاتنتظر إذناً من أحد ونظرة سريعة على وسائل التواصل الاجتماعي تؤكد أن الشباب والفتيات يتصادقون ويتحاورون ويتسامرون ويتبادلون النكات والقفشات دون أن ينتظروا إذناً من شيخ أو داعية .. وإدارة هذه العلاقات يعتمد في الأساس على نشأة الفتى أو الفتاة وحظه من رعاية أسرته وتربية أبويه ، لذلك ليس كل العلاقات آثمة ومحرمة كما يصورها هؤلاء المشحونون المحتقنون ففيها الصالح وفيها الطالح وهذا هو حال الدنيا ولذلك أقرها الشيخ الجليل طالما كانت بعلم الوالدين وفيها عفة وأخلاق وليست سرية تحيط بها الشكوك ويغلب عليها سوء الظن .. فأين خطأ الشيخ الذي يتعرض لتكفير حتى ممن يدعون التحضر والتمدين والاستنارة ؟!!!