د. فرج العادلي
الإدراك ليس مرتبطا بالعقل أو القلب بل بالروح أيضا
وهذا يظهر جليا في قوله تعالى عن الشهداء ١-(فرحين بما آتاهم الله من فضله) فأثبت لهم الفرح.
٢-(يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم). يستبشرون ويطلعون على أحوال إخوانهم الأحياء في الدنيا.
٣-(ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
حيث نفي الحزن عنهم، وهو من لوازم الإدراك.
وهذا يدل على أن إدراك الإنسان بعد شهادته أو موته إدراك كامل، فأما الشهيد فسبق ذكره وبيانه.
وأما غيره فلثبوت عذاب القبر مع عدم وجود جسدٍ للميت… لقوله تعالى﴿ النار يعرضون عليها غدوا وعشيا..﴾، فلو لم تكن أرواحهم تشعر بالعذاب والألم فما كان من فائدة في عرضهم على النار صباحا ومساءً.
كذلك من يمشي بالنميمة يعذب في قبره،
بل إن الإنسان العادي حينما ينام وتصعد روحه أو تتجول في أماكن، تجدها تسعد وتستبشر بالأمور الطيبة وتنشرح وينعكس ذلك على النائم في الصباح وبقية اليوم، وحينما تزور أماكن سيئة أو مخيفة ينعكس ذلك على الجسد في الصباح أيضا.
والروح أثناء النوم وهي خارج البدن تزور الأحياء والأموات، وتجري معهم أحاديث وحكايات، وربما يكون هناك وصايا وإرشادات، وكل ذلك تدركه الروح قبل العودة إلى الجسد.
فالروح تدرك في نومها وبعد موت الجسد بلا شك.