متابعة عبدالله القطاري من تونس
“الرجل الذي كان ينظر إلى الليل”(1) رواية جعلتني أعيد النظر إلى الليل كمفهوم. لتفهم كلامي لا بدّ من الغوص. الغوص ليس في البحر كما هو معلوم. إنما هو الإرتماء في حضن الرواية. تهدهدك وتناجيك. تلقي عليك أشعارا تتفتّح أزهارا. وتفتح باب الحلم على مصرعيه.
لن تندم إذا قرأت
.. وحين تفرغ من القراءة…
وأنت تقرأ الرواية و أيّ أثر جميل. تبحث عن تفاصيله. وقد تقرأ بنهم لتصل للنهاية.
وعند النهاية فقط تدرك روعة الحلم…
ففي القراءة الأولى ولوج لعالم الحلم بطواعية. ثم يدغدغك هاتف التفاصيل لفكّ شيفرة النص. تفكيكه. تحليل معانيه. هدمه . وإعادة بنائه.
فوضى مكدّسة في حاجة لترتيب جديد للنص. للعمل…
تلك القراءة العاشقة.
ولأن الحلم إنتهى ستندم حتما ،وتحزن لانتهائه. فتنتابك رغبة ملحّة لقراءة ثانية
وللحلم بقية…….
الهامش
(1)”الرجل الذي كان ينظر إلى الليل”هو عنوان رواية لجلبير سينويه . ترجمة محمود مقداد. مراجعة د. حمادة إبراهيم.
ملاحظة:جلبير سينويه درس الموسيقى في الَمدارس في بداياته و اشتغل بالتلحين و كتابةالأغاني .مؤلّف أغنية “حلوة يا بلدي” لداليدا. ومن الموسيقى تحوّل إلى الأدب فأبهر العالم برواياته وبغزارة إنتاجه حوالي 27 رواية