بقلم / وليد درويش
بات من الواضح تشابه الصياد والدب الاشهب فكل منهم يبحث عن الفريسة والصيد الثمين والوفير فكان الصياد يتواجد في اماكن محددة ومحدودة الصيد فقرر يوما ان يطور في طريقته فقام بجمع احبابه واصدقاء له في تحالف من اجل البقاء وتاسيس مكان لهم يعج بالخيرات المنهوبة من بقاع الارض وصادفهم ان وجدوا ارضا يسكنها قبائل من عصور عتيقة فقاموا بغزوها وطرد وقتل من فيها لاقامة وطن جديد للصياد وقد كان- واقاموا صرحا بات له اسم وبات حصنا منيعا عالي المكانة والبنيان ولكن باتت صفاته صفة الصياد الباحث دائما عن الصيد الوفير اينما كان-وكذلك الدب الاشهب فانه ولا شك صياد ماهر بالفطرةوكان يعيش في سهول ووديان تكسوها الثلوج وكانت فرائسه كثيرة فثمن وكبر وعظم بنيانه الي ان جاء يوما عليه ولم يجد ما كان يدخره من مخزون في السابق فبدا في التقشف شيئا فشيئا الي ان اصابه الضعف من بعد قوة واصبحت قوته لا تضاهي قوة الصياد ففكر وتدبر الامر ان يبحث عن الصيد في اماكن بها الخيرات والصيد الوفير فذهب الي اوطان وبلدان وبدا يجمع من خير هذه المنطقة ويبني له بيت ووطن كبير وقوي يضاهي بيت ووطن الصياد وبالفعل وقد كان-الي ان جمع القدر الصياد والدب الاشهب في منطقة تعج بالخيرات والثروات واهلها ومن يسكونها حدث ولا حرج في غفوة مفككين ضعفاء ولا يستطيعون مجابهة القوة المفرطة للدب والصياد فقرر بعض منهم الاستعانة بالدب الاشهب لمحاربة شرور الصياد وجشعه في استنزاف الموارد والخيرات وذهب البعض الاخر للاستعانة بالصياد المتربص لمجابهة شراسة الدب الاشهب وتحقق ذلك بالفعل- وبدا علي الفور كلا من الدب والصياد بتعزيز مراكزهم وقواتهم وحيلهم للاستحواذ علي الجزء الاكبر من الغنيمة والصيد الوفيرونهب خيرات تلك الاوطان والبلدان والتحكم في مقدراتها- الي ان ارادوا الهيمنة والسيطرة والاستحواذ علي وادي يسمي وادي نهر الرجال والامال فهو عبارة عن خيمة عظيمة الاركان كمظلة ولها اعمدة صلبة فولاذية لا يستطيع احد كسرها او النيل منها بفضل الله وفضل الرجال الملتفين حولها بازرع تقدر ب100 مليون ذراع وذراع اسمر شديد الباس يحمي حدود الوادي ففكروا ودبروا كيف يتخذون منها درعا لهم ويستفيدوا من موقعها وخيراتها وابنائها الاشداء واقوياء العزم والارادة وتناسوا ان هؤلاء الرجال حكماء بالفطرة ويعرفون بيت الداء والدواء وهو ان لا نحتمي ونستقوي بالاعداء لان هذا هو البلاء ونادوا وقالوا وحذروا القبائل التي تسكن البلدان والاوطان بلا استحياء من الاعداء اقصد الدب والصياد- ولكن بعض الاوطان قالت مبررة لذلك انها تتحد مع الصياد لتهلك الدب الاشهب ثم التخلص من الصياد الجائر وبعضهم قال نتعاون مع الدب الاشهب لنتخلص من الصياد المتربص ويكون ترويض الدب امر يسير -ولكن صوت العقل يقول ما دمنا نتحد ونتحالف مع من ينهب ويدمر ويقتل ويسرق اوطاننا فسيقوي هو اكثر فاكثر وتضعف الاوطان والبلدان شيئا فشيئا ومن ثم تصاب بالوهن والعجز فلا يستقيم ان ابني تحالفا مع عدو لاخي في الوطن او في وطن اخر يعيش فيه ويسكنه وانما ما ينبغي ان نفعله ان نقوي دفاعنا عن انفسنا بانفسنا بالعمل الجاد والاجتهاد والتعاون والاتحاد والعلم لنبني اوطان قويه ومستنيرة ومستقلة ذات سيادة فلا يقوي عليها الصياد والدب الاشهب او التنين الاصفر –
عاشت بلادنا حرة مستقلة موحدة شامخة بالعزة والرفعة بفضل رجالها ونسائها واولادها البواسل ودمتم في حفظ الله وامنه تحيا مصر-