إقبال كبير في أول أيام معرض “دق الأوتاد” للفنان التشكيلي سيد هويدي

كتبت- رانيا ضيف

أقيم صباح أمس معرض (دق الأوتاد– 24 عاما في الألفية .. بقاعة صلاح طاهر للفنون التشكيلية دار الأوبراالمصرية) للفنان التشكيلي والكاتب والناقد السينمائي سيد هويدي.

وقد شهد المعرض إقبالا كبيرا واهتماما بالغا من نجوم المجتمع من أهل الفن والثقافة والإعلام.

وقد أعرب هويدي عن سعادته وامتنانه لكل الأصدقاء والحضور الذين جعلوا من افتتاح معرضه (دقة الأوتاد– 24 عاما في الألفية) طاقة نور تفتح طريقا لبكرة الجاي ومعاه شمس ضي وأمل في المضي إلى شغفنا بالحياة والعمل والود.. 

كان من أبرز الحضور الأستاذ حمدين صباحي والدكتور عمر حلمي، والدكتور محمد برطش، والأستاذ البشير الأسواني، والدكتورة هالة الحصري، والأستاذة  نجلاء فتحي، والأستاذة  زهرة أحمد كامل،والفنانين آية الله الغرباوي، هالة حزين، هناء البتاوي، إسراء موافي، وعماد مرتضي، والمعماري جواد حشيش، والفنانة وفاء النشاشيبي.

وقد كتب هويدي كلمة عن معرضه

دق الأوتاد 24 عاما في الألفيةحيث قال:

في مثل هذا الوقت من 24 عاما، استشعرت خطرا فعدت إلى وطني من الخارج بعد رحلة عمل استغرقت عشر سنوات، كأنها جملة اعتراضية، في مسيرة بدأت من قاعات الدرس في جامعة حلوان، سواء في كلية التجارة الخارجية، أو كلية الفنون الجميلة، وحكايات (بطن الزير) على ضفاف نهر النيل بشارع أبو الفدا التي سطرها طلبة كليات الفنون الجميلة وكلية التربية الفنية والتجارة الخارجية والتربية الموسيقية،وأصبحوا نجوم .. فنانين وشعراء وكتاب صحفيين من اجتماعهم الأسبوعي مع قهوة عمعبدهوالشايالغامق على ضفاف النهر في رحلته الطويلة إلى المصب حيث النشأة والانتماء لبلدي (دمياط).

بعد أن تبلور مفهوم المعنى الوجودي لـ (بيت الألوانمرسمي) على نحو متجدد في محاولة حثيثة للإجابة على الاسئلة أقلها تعريف الدور، والتأكيد علي الأسلوب في انتمائه للمصري القديم كامتداد حضاري طبيعي غير متعسف في وجود عنصر المعاصرة والآنية.. دفعني شغفي الدائم بالجغرافيا والتاريخ كمصري، تفتح وعيه على إسهامجمال حمدانفي رصده الدقيق لأهم ملامح شخصية مصر في كتابهالشهير بنفس الاسم، إلى إقامة معرضي (بكسلة) 2016 بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك، الذي ناديت فيهبفرصة ثانية، بعد زلزال التغيير في عام 2011 بهدف نعيد فيها اكتشاف أنفسنا في وجود مفهوم (الزمكان) باعتبار أننا لو سحبنا هذا المفهوم على كل قناعتنا ممكن أن نجد إجابة لسؤال الهوية المحير الشائك أو أننا ننطلق من مفهوم الزمكان الفيزيائي إلى التقدم، صحيح أننا نعان من أميات قاتلة، بما في ذلك الأمية البصرية، لكن لابد من البداية، لأن غياب نسبية المعطيات التي نتناولها تجلعنا خارج حركة التقدم، بعد أن أصبح التاريخ عبئا مانعا للتقدم لرغبتنا أن نظل هناك في الماضي.

نداهة اللون الأزرق الذي اخترعه المصري من فجر التاريخ أصبح له وظيفة قصوى في حرب الاستنزاف عندمالجأ المصري إلى تغليف نوافذه باللون الأزرق للحماية من العدوان الغاشم على المنشآت والبيوت والمدارسوالمستشفيات والمصانع.

ومن هنا سافرت إلى الجذور، في تماس النيل مع البحر، فكان معرضي (النيل يبوح للبحر وينتظر جوابا) في عام 2018 في بلد العمل دمياط وتماسها مع جغرافيا العالم وأفق البحر المتوسط وثقافته التي تمتد فيتواصل مستمر من ملايين السنين في قلب العالم  مجسدة فكرة الزمكان.

اللون الأزرق هو مفتاح الدخول لدمياط وكذلك مصر الذي قال عنها جمال حمدان : “فلتة جغرافيةحيث يوجد الحضور المهيب للبحر والنهر والبحيرة، وذاكرة الماء تحك بطولات شعبية خالدة، فقد منحت الطبيعة ضلوعا حامية من المياه للوطن، وهو ما يفسر سر الماء في أغلب لوحاتي.

وفي معرضي (التعويذة 110) عام 2019 اقتربت من رؤي المصري القديم في الخلود حيث تخيل الجنة لونهاأزرق في كتابه (الخروج للنهار) معتقدا أن حقوليارولـ الأبرار، يوم الحساب، بينماسجلـ الأشرار،ولهذا آمن بوجود محاكمة فاصلة للموتى بعد الموت لكل متوفى أمام «أوزريس»، إله العالم الآخر وربالموتى.

أما معرضي (ذاكرة الماء) استهل عام 2023 من وحي المياه الواهبة للحياة، والتي تمثل ضلوع تحمي بلادي، وإن كانت لم تعرف التدوين رغم أنها تشكل أكثر من 70% من مساحة كوكبنا غير المستقر بفعل الطبيعة أو تعدي البشر، وغياب التدوين عن المكون الأساسي في المساحة، أغرى البعض بتزييف التاريخ بالتأريخ. ومع ذلك استطاع المصري بسواعده أن يجعل الماء يبوح بقصص البطولات في ساحات العمل الوطني، عندما حفر ممر ملاحي يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، وليصبح للماء ذاكرة جديدة تمتد في الزمكان.

المصري المعاصر قادر على خلق واقعًا جديدًا بعد هضم الماضي وتجاوز تحديات الحاضر، وفك شفرةالمستقبل.”

سيد هويدي

فبراير 2024

الجدير بالذكر أن المعرض سيظل قائما خلال الفترة من ١٠ إلى ١٥ فبراير

من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر .. ومن الساعة الرابعة والنصف مساءً حتى الثامنة والنصف مساءً يوميا عدا الجمعة.

Comments (0)
Add Comment