سامح بسيوني
هكذا طاف في عيني الفراق، وفي القلب الٱلام تدق فتفوق صوت القطار، فيغوص في صدري أحزان؛ فيؤلمني القرار لم لا أسافر؟! وقد ضاقت بي الأرض بم رحبت، وعز على الفراق والصعاب.
أريد الفرار والخلاص؛ بظلم طغى به الإنسان، فأصبح ظالمًا للإنسانيته من غش واحتكار وبهتان، فلم يَعِد هو الانسان، وأصبحت الغربة هي غربة الإنسان لإنسان وليست غربة مكان.
سئمنا من البحث عن شاطيء الأحلام والأمنيات، وظللنا ننادي كنداء نوح على ابنه فلا مجيب ولا مستمع للنداء.
فيا ذكرياتي، ارحلي فقد فاض الكيل وخسر الميزان، فلم تَعِد الأرص تزهو باخضرار، وأصبحت تسقط مصفرة ليست مستبشرة بالإضحاك.
فكم من مرات عشت أجري خلف سراب، كظمٱن في الصحراء يبحث عن ماء! أجري هنا، وهناك كسيدة هاجر عندما خافت على وليدها من شدة العطش والهلاك.
وأصيب الجسد بالهالك، وبالتعب والهوان، وأصبح كجذوع نخل خاوية تسقط في الحال، وشجرة اقتصت في الحال.
فكفاكَ يا قلبي، بم اعتراكَ من حسرة وحزن لا يعلمه إلا الله.
أخاطبك أيتها النفس، الباحثة عن الأماني والأحلام، وتأملي بمدينة فاضلة خالية من النفاق والكذب والغدر والبهتان، أقول لكِ كُفِ عن الدوار فليس للحب إلا الانتحار.