مرح وائل محفوض
كان يتحدّث كثيراً
ولكنني قسماً بمن خلق جمال وجهه لم أكن أعي حديثه بقدرِ ما كنتُ تائهةً في عينيه …
ربما تحدّث عن الطقس أو عن الرياضة أو عن ظروف عمله وسكنه وعلاقاته …
لا أذكر من حديثه سوى حركاتِ يده اليمنى … فاليسرى كانت ملازمةً ليدي
والتفاتةَ عينيه في اللاشيء وهو يفكر بما يكملُ به حديثه
وحركات شفاهه التي ترافق دفء صوته
وعند كلّ نهاية حديث يسألني … أأنتِ معي ؟؟
فأجيبه أجل … أجل أنا معك كما لم أكن مع أحد …
يا الهي كم من نبضاتِ القلب المدوية التي خشيتُ أن يسمعها فيفتضح ارتباكي …
وكم من النظرات العاشقةِ التي داريتها كي لا يقرأ أفكاري …
وكم من القبلاتِ الحارقة التي كابرتُ على اعطائها خشيةَ اندلاع أشواقي فلا يحمد عقباها …
لا تزال رائحته إلى الآن عالقةً بين أشيائي …
ولا يزال عقب سيجارته الأخيرة موقدٌ بين شفاهي …
ولا تزال ضحكاته معلّقة على جدران قلبي تبعد عنه وحشة الوحدة وخوف البعد وحزن الوداع …
.
يا أقرب العالمين إلى روحي … يا روحي …
يا غريبي الذي ظننتُ أن العمر سينقضي دونه … فتراه لا عمر لي إلا من يوم عرفتك …
يا من عرفتُ بكَ أنوثتي … وأحببتُ نفسي إذ أحببتني …
يا كامل الأوصاف … لقد فتنتني …
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية