في رحيل خالي

  سامح بسيوني

  رضينا بقضاء الله فيكَ، وانكوى القلب لوعة على رحيلكَ؛ يبكي بأدمع يسقي الأرض حنين.

  وأصبح الصدر بعدك مليء بالأحزان بغيابكَ يا حبيب، يوم رحيلكَ غابت شمس المروءة والكرم والجود، واشتكت لي الأرحام بعبرة وحمام.

  رحل جسدكَ أيها الصاحب، فكنت أول زائر لنا يوم العيد، وعيالي ينتظرونكَ بفارغ الصبر والأشواق، يتسابقون بعضهم بعضًا بالأحضان والقبلات، وكنا ننصت لحديثكَ العذب الرنان، ونتعلم منكَ العفاف عند الزاد، فأنتم الزاهد في الحياة رغم الكفاف والعناء.

  كرسيكَ الذي كنتَ تجلس معتاد أن تجلس عليه شاهد لكَ عند الله بأنكَ واصل للأرحام.

  رحلتَ عن عالمنا بجسدكَ، ولكن روحكَ السمحة تملأ الدار والمكان، شهد لكَ القاصي والداني، بأنكَ كنتَ مراع لحق الجار، كنت تصلح بين ذات البين بعدل غاب عن الزمان، كنتَ أنتَ الغارم رغم الفاقة وقلة اليد وانقلاب الزمان.

  رحل الحبيب،وتبقى الذكريات، فهي الصبر عند الفراق، وهي المؤنسة لنا في الحياة.

  يا حياةالبرزخ، بلغٍ الحبيب عنا السلام، وبلغيه أشواقنا وما انكوى من الصدر من الأحزان.

   القلب بعد فراقكَ أصبح فارغًا يريد صبرًا مثل الجبال.

  طغت أحزاني على شعري، وبت ليلتي بعد رحيلكَ يندي لها الجبين في الحال.

  له في وجداني أشواقًا فكم من الود والحب سقاني وأعطاني ووراني، وكساني من فضل الحلى ثيابًا!

    تعلمت منكَ الصبر عند الشدائد، فلم أسمع منه إلا حمدًاوشكرًا لله.

  فالخال هو الأب، كما أخبرنا الرسول العدنان، فهو شقيق أمي بوده نكسب الدعاء.

 رحلت عن حياتنا الفانية المليئة بالأحقاد والأثام، وأخذت معكَ الحنان والرحمة والغفران.

  نظن فيكَ خيرًا بأنكَ مضيت إلى الجنان فهناك الراحة بعد العناء.

  فيا رحمان يا رحيم: جد عليه بواسع رحمتكَ، ونور قبره بنور القرٱن، ويوم العرض عليكَ يا ألله: أمنه يوم يخاف العباد، ولا تحاسبه بعدلكَ، بل بفضلكَ وكرمكَ يا منان، فإلى اللقاء عند الحوض، وفي جنة الفردوس والرضوان بإذن من الرحمن.

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

في رحيل خالي
Comments (0)
Add Comment