بقلم _حسن محمود الشريف
اليوم ذكرى ميلاد علم من اعلام القرآن الكريم فضيلة الشيخ محمّد بن صِدِّيق بن سيد بن تايب المنشاوي،هو أحد أعلام القرآن الكريم في العالم الإسلامي.
أما عن مولده ولد فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوي بقرية البواريك التابعة لمركز المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج في جمهورية مصر العربية فى العشرين من يناير عام 1920
، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره حيث نشأ في أسرة قرآنية عريقة فأبوه الشيخ صديق المنشاوي وشقيقه الشيخ محمود صديق المنشاوي عَلَمان من أعلام دولة التلاوة.
أما بالنسبة لشيوخ الشيخ محمد صديق المنشاوي الذين تعلَّم ودرس على أيديهم القرآن فمنهم: والده فضيلة الشيخ صديق المنشاوي، وكذلك الشيخ محمّد النمكي، و فضيلة الشيخ محمّد أبو العلا.
الشيخ محمد صديق المنشاوي هو صاحب الصوت الخاشع والقلب الضارع.
أحد قرَّاء القرآن الكريم الأوائل الذين أقاموا مدارس التجويد من مصر.
ذاع صيته ولقي قبولاً حسنا لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لمقامات القراءة ، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية،
أما عن دخول الشيخ الإذاعة
عندما طلبت الإذاعة المصرية من الشيخ محمد صديق المنشاوي الالتحاق بها رفض المنشاوي ، الذهاب إلى اختبار الإذاعة، ولم يجد مديرها حلاً إلا أن يأمر رجاله بأن تنتقل الإذاعة إلى حيث يقرأ الشيخ محمد صديق المنشاوي، وبالفعل فوجئ الشيخ وكان يحيي حفلاً رمضانيًا في قرية إسنا محافظة قنا ، بدار أحد الأثرياء، حين وجد الإذاعة قد أرسلت مندوبها لتسجل قراءته وتلاوته.
وبرفقة الفريق الإذاعى الذى ذهب إلى إسنا، توجّه فريق آخر إلى قرية العسيرات، حيث كان الأب «المنشاوي» يقرأ هناك، ليتم تسجيل قراءة الأب والابن في فترة متقاربة، ويكون الاثنان أول من انتقلت إليهما الإذاعة ؛ لـتقييم الموهبة
ولأنها موهبة كبيرة، كان الرفض قائمًا حتى بعد اعتماد صوت الأب والابن من جانب المسؤولين، حيث اتضح أن الشيخ صديق، والشيخ محمد، رفضا الذهاب إلى الإذاعة لإنهاء إجراءات اعتمادهما، لولا تدخل أحد المقربين من الشيخ محمد، وأقنعه بأن رفضه ليس له أى مبرر ولا يليق به خاصة وأن الإذاعة قد أرسلت مهندسيها وفنييها لتسجل لهُ بعد رفضه.
وبعد إلحاح شديد، وافق فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوي، بينما رفض الأب قائلاً:«كفى الإذاعة المصرية من عائلة المنشاوي ولدى محمد”.
وللشيخ ( المنشاوي ) تسجيل كامل للقرآن الكريم مرتلا، وله أيضا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى و الكويت و سوريا و ليبيا، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بالإذاعة، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين ( كامل البهتيمي ) ، و( فؤاد العروسي)
أما عن محاولة قتل الشيخ بالسم
رواها الشيخ لبعض المقربين منه عندما حاول بعض الحاقدين عليه عندما دعاه للعشاء بعد إحدى سهراته (أي تلاوة ليلية) وأوصى الطباخ بأن يضع له السم في الطعام ولكن الطباخ أخبر الشيخ وطلب منه ألا يفشي سره ونجًّى الله الشيخ من المكيدة.
لقد حكى هذه الواقعة بنفسه فى إحدى برامج الإذاعة المصرية وقال الشيخ : إنه كان مدعوًا في إحدى السهرات عام1963 م وبعد الانتهاء من السهرة دعاه صاحبها لتناول الطعام مع أهل بيته على سبيل البركة ولكنه رفض فأرسل صاحب إليه بعضاً من أهله يلحون عليه فوافق وقبل أن يبدأ في تناول ما قدم إليه من طعام اقترب منه الطباخ وهو يرتجف من شدة الخوف وهمس في إذنه قائلاً: يا شيخ محمد سأطلعك على أمر خطير وأرجو ألا تفضح أمري فينقطع عيشي في هذا البيت فسأله عما به فقال: أوصاني أحد الأشخاص بأن أضع لك السم في طعامك فوضعته في طبق سيقدم إليك بعد قليل فلا تقترب من هذا الطبق أو تأكل منه، وقد استيقظ ضميري وجئت لأحذرك لأني لا أستطيع عدم تقديمه إليك فأصحاب السهرة أوصوني بتقديمه إليك خصيصاً تكريماً لك، وهم لا يعلمون ما فيه ولكن فلان…ولم يذكر الشيخ اسمه أمامنا… أعطاني مبلغاً من المال لأدس لك السم في هذا الطبق دون علم أصحاب السهرة ففعلت فأرجو ألا تبوح بذلك ؛ فينفضح أمري… ولما تم وضع الطبق المنقوع في السم عرفه الشيخ كما وصفه له الطباخ وادعى الشيخ ببعض الإعياء أمام أصحاب الدعوة ولكنهم أقسموا عليه فأخذ كسرة خبز كانت أمامه قائلاً: هذا يبر يمينكم ثم تركهم وانصرف .
أما عن رفض فضيلة الشيخ ( محمد صديق المنشاوي ) القراءة أمام الرئيس جمال عبد الناصر وكان ذلك عندما أتت إليه الدعوة وجهها إليه أحد الوزراء قائلاً له: سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفل يحضره الرئيس عبد الناصر ففاجأه الشيخ محمد صديق بقوله: (ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي)، ورفض أن يلبي الدعوة قائلاً:( لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إلي أسوأ رسله).
أما عن زواج الشيخ وأولاده فلقد تزوج الشيخ ( المنشاوي) مرتين أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهي تؤدي مناسك الحج قبل وفاته بعام.
وفي عام 1966 أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفي – رحمة الله عليه – في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ، الموافق 20 حزيران/يونيو 1969م
رحم الله الشيخ ( المنشاوي ) رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية