سامح بسيوني
رقصوا على أعتابكِ يا كعبة، ولم يراعوا لكِ حرمة، واستحلوا الفواحش ما غاب منها وما ظهر.
أحقًا عاد الحجاج ليضربكِ بسواطه والبرامكة عادوا لخرابها، وحل عليها ليل بهيم وفجر غاب عن الأفق، ومرقص يتمايل فيه القواني وشباب يرقصون بلا خجل.
فإذا لم تستحِ فافعل ما شئت، فكل شيء فُعٍل عند الحرم، ونادت الكعبة على علماء؛ ظنت بأنهم ناجون لها من الكرب، ولكن خذلوها ولم يراعوا لها حرمة عند الله.
ونظرت إلى ربها تشتكي لربها قلة حيلتها، وهوانها على الناس فهل سيرجع الطير الأبابيل ينقذوها من براثن الجهل والكذب؟
تبحث عن عبدالمطلب؛ ليعلنها بأن للبيت رب يحميه، ودموع تنهمر عند بابها كأنه شلال من النهر.
وحمام من فوقها يربت من فوقها؛ لعلها تسكت عن أنينها وبكائها، ونظرات من الكعبة حزينة عند المقام ؛ وكأنها تشكو لأبي الانبياء بعبرة وتحمحم.
يا قبلة المسلمين تركت نفسي عندكٍ، وأخذت منكٍ قطعة أعيش بها إلى الأبد، لا تحزني حبيبتي فغدًا سيزول عنكٍ الغمام وينكشف عنكٍ الحجب.
وتخاطبني الكعبة بحسرة أهكذا وصل حال الأمة؟ يطوفون حولي بوحدة، وعند نهاية المطاف يتفرفون ويتشتتون بلا راية وغاب عنها القائد.
أظن بأنها هي النهاية، وأقترب هدمي، وسيسلط الله على ظالم قيحقق مراده بلا خجل.
يا أمة سوف يأتي صباح لم تجدوا لكم قبلة وستتيهون في الأرض سنين أدمع.
وسيخرح يأجوح ومأجوج؛ يفسدون في الأرض يأكلون ويقتلون، لا يتركون يابسًا ولا خضرًا.
ويولد المسيخ ويخرج إلى ناس بفتنة لا يعلم مداها إلا الله، وعندئذ يرفعني الله إلى بيته المعمور واشتكي إليه ظلم الإنسان وغياب الحق عن الأفق.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية