ديسمبر شهر الحب

بقلم _سمر فاروق 

يأخذني دائما الحنين مع نزول المطر، والجو البارد؛ فأستمتع بغسيل الأشجار من الأتربة، وأرى منظرها الجميل، وأنتظر هطول الأمطار أكثر فأكثر لتزيل ما تبقى من آثار الحزن الذي تكاتف على الثمار والأشجار الكثيفة، ومنها أرى البراعم الصغيرة تتنفس وتبدأ في الظهور، أسمع أنها تُنادي وتقول أنا هنا أولد من جديد في نهاية شهر في العام؛ لكي أُنبه العالم أن الأمل يولد في ديسمبر ولا ينتهي.

مرحبا بك أيها البرعمِ الصغير أهلًا بك في عالمنا الجديد؛ فغدًا تُطعم الصغير، والكبير، الفقير المُحتاج والغني المريض؛ فأنت الأمل في وهج الحياة المسماة بدروب الآمال.

أيها البرعم خُذ من كبيرك الحكمة، ولا تنظر له على أنه في طريقه للهلاك؛ فإنه موجود الأن؛ لُيعطيك تأشيرة الحكمة من الحياة؛ لتحيا وتسعى فتتمتع بوجودها.

ثم أفقت على دمعة حزن عابرة لم أنتبه لها، تذكرت هرولتي من المدرسة؛ لكي ألتقي بأمي، فتطعمني، وتُسقيني، وجلوسنا في ليل الشتاء البارد وحولنا جدتي تصنع لنا المشروب المسمى “بالمغات”؛ لكي تدفئنا، ومع تذكري ينزل جوفي طعامته، فأنتبه! حتى للمذاق ذاكرة، سبحان الله!

فمثلي كمثل البرعم الصغير، انتبهي يا نفسي، وتأملي في رُبا الماضي الجميل، واستنشقي منه الحنين، وتبسمي، ولا تبكي ولتعلمي أنك ما زلت هنا؛ لتسقي براعم الغد.

 

وأنظر لتلك شقوق الأرض، أن أذن لها ربي بالخروجِ لتُزهر، فكيف يشتد بنا الحال من الضيق، وقد أذن لها بالإزهار من تلك الصخور.

 

“ديسمبر” 

يا شهر النغمات

تمطرنا بالرحمات 

وتطعمنا النفحات

وتدمع لك الذكريات

ولكن هيهات هيهات

سأبتسم رغم الصفعات

وأُحييها بترتيل الآيات

فإن دمعت عيناي في سبات

فإن جمعنا آت آت

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

ديسمبر" شهر الحب
Comments (0)
Add Comment