بقلم_محمد زرير
في الماضي كان اليهود عبارة عن مواطنون أوربيون وعرب يدينون بالديانة اليهودية وكانوا من الأقليات مثل المسيحين في الدول العربية والمسلمين في الدول الأوربية وكانوا منتشرين في بقاع الأرض مثلهم كمثل أي مواطن في أي دولة أينما كان.
وبينما الدولة العثمانية الإسلامية في المنطقة العربية تتعامل معهم بتسامح مثلهم مثل المسيحين وكانت الأمور مستقرة.
على العكس في الدول الأوربية كان هناك نوع من التغيرات الإجتماعية نتيجة الحروب وتحول الدول الى إمبراطوريات، وفى هذا الجو المليئ بالصراعات خاف اليهود على أنفسهم فبدأوا بالتكتل والتميز، وهنا ظهرت الفكرة الصهيونية التي حولت اليهود من مواطنين متدينين باليهودية إلى شعب واحد منغلق على نفسه ومختلف تماما عن تلك الشعوب التي حولهم وظهرت الفكرة الصهيونية (شعب الله المختار) التي حولت خوفهم إلى مرض نفسي (يرى أنهم هم الشعب الوحيد الذي يستحق الحياة فى هذا العالم)، فتكونت العدواة بينهم وبين الشعوب الغربية فأقيمت لهم المحارق (الهولوكوست) فهربوا من أوربا إلى المنطقة العربية مستغلين تسامح الدولة العثمانيةفى ذلك الوقت.
ونظراً لإن إنجلترا كان تعاني من إحتلالها لبعض الدول العربية فابتدعت مسرحية هزلية بالإتفاق مع اليهود على أن تنجلي عن البلاد تاركة اليهود في المنطقة العربية وإتخاذ فلسطين موطن لهم، ليبدوا للعرب أن اليهود هم سبب جلاء الاستعمار البريطاني وفى المقابل يعلن قرار 181 في نوفمبر 47 بتقسيم فلسطين لدولتين عربية ويهودية فاندلعت حرب 48 بين الدول العربية مع عرب فلسطين وبين اليهود وانتصر فيها اليهود بسبب الخيانة بين الجيوش العربية التي ساهمت في زيادة غطرسة الصهيونية العالمية وتوسع أحلامها وفق ما جاء في برتوكولات حكماء صهيون حيث حلمهم من النيل إلى الفرات والمليار الذهبي من النخبة التي يختارونها بعد تصفية الشعوب عرقياً بغض النظر عن أجناسهم أو ديانتهم وهي بمثابة المخططات الماسونية للسيطرة علي العالم.
إذا فالقضية ليست قضية فلسطين وحدها إنها قضية العالم أجمع في مواجهة شعب دموي يعاني من المرض النفسي وهو التميز العرقى.
أما عن الحاضر فكما نرى مظاهر الغطرسة والبلطجة قد لاحت على الساحة دون وضع أي إعتبار لأى مصلحة عربية مسلمة أو مسيحية بل ووصل الأمر بهم أنهم يعملون على تصفية القضية الفلسطينية بتوزيع شعبها على الدول المحيطة نظير إلقاء الفتات لهذه الشعوب لترضى بالتقسيم وإلا فإن الحرب والتنكيل سيكون عقابهم مثل ما يحدث الآن للبنان التي تهددها إسرائيل بأنها ستحولها الى غزة أخرى.
وهذه القضية لن تحل ولن تحسم إلا بحل المشاكل الإقليمية والجغرافية والدينية بين طوائف الأمة العربية والترفع عن الخلافات والخيانات التي تنخر عظام هذه الأمة.
هذا هو ماضي وحاضر القضية الفلسطينية أما عن مستقبلها فهو بيد الله وقد حسمها الله تعالى في كتابه العزيز: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) (6)
فاليهود إلى شتات وتنكيل بإذن الله ولكن طول مدة إنتظار هذا الشتات والتنكيل يتوقف على متى سنعود إلى الله بعد تخلينا عن خلافاتنا الدنيوية وليعلم كل مسلم وعربي أن القضية الفلسطينية قضية دينية وليست قضية سياسية.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية