بقلم /نيفين فوزي
يقولون إن الإنسان قد يشعر بقرب وفاته وقد يرى علامات تدل على ذلك مما يشعره بإقتراب موعده .. فصدق او لا تصدق
وصية النقشبندى قبل وفاته بساعات
الشيخ سيد النقشبندى صوت لم يأت الزمان بمثله، يشدو فينقلك إلى عالم آخر وتشعر أنك تسمع كروان من الجنة، يهتز قلبك حين تستمع إلى رائعته «مولاى إنى ببابك» وتشعر بأنك تلمس قطعة من السماء حين تسمع أنشودته «الله يالله».
ولوفاة قيثارة السماء الشيخ سيد النقشبندى قصة غريبة يحكيها حفيده سيد شحاتة النقشبندى، قائلا: «جدى توفى بشكل مفاجئ فى «14 فبراير 1976»، وكان عمره «55 عاما»، ولم يكن مريضا، وقبلها بيوم واحد فى «13 فبراير» كان يقرأ القرآن فى مسجد التليفزيون وأذن لصلاة الجمعة على الهواء، ثم ذهب مسرعا إلى منزل شقيقه من والدته سعد المواردى فى العباسية».
وأضاف حفيد «النقشبندى» فى حواره معنا: «طلب جدى من شقيقه أن يحضر له ورقة وقلم بسرعة، وكتب فيها سطورا قليلة، ثم أعطاه الورقة، وقال له لا تقرأها إلا ساعة اللزوم ثم عاد إلى بيته فى طنطا».
وتابع الحفيد: تانى يوم شعر جدى ببعض التعب، فذهب للدكتور محمود جامع فى مستشفى المبرة بطنطا»، مشيرا إلى أن جده دخل عليه على قدمه وقال له: «أشعر بألم فى صدرى، وفاضت روحه فى غرفة الكشف خلال دقائق».
وأشار حفيد قيثارة السماء إلى أن شقيق الشيخ النقشبندى فتح الورقة التى كتبها بعد وفاته، فوجدها وصية كتبها الشيخ سيد يوصى فيها بأن يدفن مع والدته فى مقابر الطريقة الخلوتية بالبساتين، وعدم إقامة مأتم له والاكتفاء بالعزاء والنعى بالجرائد، وأوصى برعاية زوجته وأطفاله.
وأضاف سيد شحاتة النقشبندى أنه تصادف أثناء عودة جده من القاهرة فى المرة الأخيرة أنه شهد سرادقا كبيرا لعزاء أحد كبار تجار الفراشة بطنطا، فقال لبطانته: «إيه السرادق العظمة ده؟» وبعد وفاته كان هذا السرادق مازال مقاما، وبعد أن صلى الآلاف على النقشبندى بمسجد السيد البدوى وتم دفنه بالقاهرة، أمر المحافظ بأن يبقى السرادق مقاما لعزاء الشيخ سيد.
يحكى حفيد النقشبندى، أن جده كان متزوجا من ابنة عمته وأنجب منها 5 أبناء: «ليلى ومحمد وأحمد وسعاد وفاطمة»، وتوفت زوجته بعد رحلة مرض بالسكر، وكان الشيخ يحبها حبا كبيرا وتأثر بوفاتها، وعرض عليه أبناؤه الزواج بعد وفاة والدتهم، وبالفعل زوجوه من سيدة من المنصورة، وأنجب منها ثلاثة أبناء: «إبراهيم ورابعة والسيد»، وتوفى قبل ميلاد ابنه الأصغر السيد وترك والدته حاملا فيه، بينما كان عمر إبراهيم لا يتجاوز «3 سنوات» ورابعة «عام ونصف».وأضاف حفيد النقشبندى، أن جده عندما مات لم يكن فى جيبه سوى «3 جنيهات»، ولم يترك أرضا أو بيتا أو أموالا، حيث كان ينفق كل ما يأتيه على الفقراء، وكان يقول دائما: «الله أكرمنا كى نكرم خلقه»، مؤكدا أن الإذاعة لم تصرف بعد وفاته أى معاش لأبنائه وعاشوا ظروفا صعبة من بعده.