جنون العظمة وكيفية التعامل

.
د. ياسمين عبدالله.

جنون العظمة:
هو مصطلح نفسي يستخدم لوصف اضطراب الشخصية الذي يتميز صاحبه بالإيمان المفرط أو الوهمي بقوته أو أهميته أو عظمته، غالبا ما يكون لدى المصابين بجنون العظمة إحساس متضخم بقيمة ذواتهم، وحاجة ملحة لنيل الإعجاب والاهتمام، ونقص في التعاطف مع الغير، كذلك قد تكون عندهم أوهام عن عظمة إنجازاتهم أو قدراتهم غير عادي.

-أعراض جنون العظمة:

يظهر الشخص المصاب بشخصية جنون العظمة مجموعة من السمات والسلوكيات المميزة التي تنصب في شعوره البالغ بأهمية الذات والتفوق والحاجة المستمرة إلى التقدير والاهتمام، نذكر منها الأعراض التالية:

الحاجة إلى الإعجاب: يرغب أصحاب جنون العظمة في تلقي الثناء من الآخرين على الدوام، وقد ينزعجون إذا لم يتلقوا الإعجاب الذي يعتقدون أنهم يستحقونه.

البحث عن الاهتمام: قد تجد لدى أصحاب جنون العظمة نزعة قوية إلى أن يكونوا مركز الاهتمام ويبذلون جهودا كبيرة للفت الانتباه وقد ينخرطون في سلوكيات درامية أو مبالغ فيها لتحقيق ذلك.

السلوك الاستغلالي: قد يستغل أصحاب جنون العظمة الآخرين أو يتلاعبون بهم لتحقيق مكاسب خاصة بهم أو لتحقيق أهدافهم. وغالبًا ما يكون ذلك دون مراعاة لرفاهية من يستغلّونهم.

التعالي: قد يبدو أصحاب جنون العظمة متعجرفين أو متعاليين تجاه الآخرين، ويعتبرون أنفسهم متفوقين وأكثر تميزا دون سبب منطقي.

التواصل المتلاعب: غالبا ما يستعين أصحاب جنون العظمة بلغة متلاعبة للتحكم في سير المحادثات والتفاعلات أو الهيمنة عليها.

صد النقد: يميل أصحاب جنون العظمة إلى الاستجابة بشكل سيئ للنقد أو أي تحد لتصوراتهم عن أنفسهم، وغالبا ما تكون استجابتهم بشكل دفاعي أو بغضب.

توتر العلاقات: قد يؤدي سلوك أصحاب جنون العظمة إلى توتر علاقاتهم الشخصية والمهنية، إذ قد يواجهون صعوبة في الحفاظ على علاقات صحية مع الآخرين في ظل غياب تعاطفهم وميلهم لاستغلال الغير والتحقير من شأنهم.

-أسباب جنون العظمة المساهم دورا مهما:

تجارب الطفولة: يمكن أن تشكل التجارب والتنشئة المبكرة سمات الشخصية وسلوكياتها، يمكن أن يساهم الثناء أو النقد المفرط خلال مرحلة الطفولة، أو الافتقار إلى الحدود الصحّية، أو التربية مفرطة الحزم أو الليونة، في تطوّر جنون العظمة.

الصدمات: يمكن أن يساهم الماضي المؤلم، وخاصة منه التجارب المتعلقة بمشاعر العجز، في تطوير الفرد لجنون العظمة، وذلك في محاولة منه لاستعادة شعوره بالسيطرة.

العوامل النفسية: يمكن أن تدفع المشاكل النفسية الأساسية، مثل تدني احترام الذات أو انعدام الأمن، الأفراد إلى التعويض عن طريق تبني جنون العظمة عن أنفسهم كآلية دفاع.

آليات التكيف: قد يطور بعض الأفراد جنون العظمة كوسيلة للتعامل مع شعورهم بالضعف أو عدم الكفاءة، فتجدهم يستخدمون العظمة كدرع ضد نقاط ضعفهم المتصورة هذه.

العوامل البيئية: يمكن أن تساهم التأثيرات الاجتماعية والثقافية أيضا في الإصابة بجنون العظمة، لان العيش في ثقافة تعطي قيمة عالية للنجاح الفردي أو الشهرة أو السلطة قد يشجع هذه المعتقدات.

السمات الشخصية: قد يكون ذوو سمات شخصية معينة، كالرغبة القوية في لفت الانتباه والإعجاب، أكثر عرضة لتطور ميول جنون العظمة.

العوامل الوراثية والبيولوجية: قد تلعب العوامل الوراثية دورا في تنمية جنون العظمة، تشير بعض الأبحاث إلى مساهمة بعض العوامل الوراثية في سمات الشخصية المرتبطة بجنون العظمة، على غرار النرجسية.

-كيفية التعامل مع مريض جنون العظمة:

المحافظة على الهدوء: غالبا ما يسعى أصحاب جنون العظمة إلى الاهتمام ورد الفعل، حاول أن تظل هادئا ومتماسكا في تفاعلاتك مع المصاب بجنون العظمة وتجنب الانجرار مع صراعات السلطة أو الحجج الواهية.

وضع الحدود: ضع حدودا واضحة وثابتة في تفاعلاتك مع المصاب بجنون العظمة. أحطه علما بما هو السلوك المقبول وما هو غير المقبول. وكن متسقًا في تطبيق هذه الحدود.

لا لتغذية غرورهم: امتنع قدر الإمكان عن تعزيز معتقداتهم أو تقديم الإعجاب أو الاهتمام المفرط لأن ذلك يزيد من وطأة جنون العظمة. بدلاً من ذلك، قدم تعليقات بناءة ووجهات نظر واقعية عندما يكون ذلك مناسبا.

الحد من التعرض: إن أمكن، قلل من اتصالك بالمصاب بجنون العظمة، خاصة إذا كان سلوكه يسبب لك ضيقا كبيرا، ابتعد عند الضرورة للحفاظ على رفاهيتك النفسية.

حماية صحتك: أعط الأولوية لسلامتك النفسية والعاطفية، انخرط في ممارسات الرعاية الذاتية، واطلب العلاج أو الاستشارة إذا وجدت نفسك متأثرا بشدة عند تعاملك مع مصاب بجنون العظمة.

تشجيع التفكير الذاتي: في بعض الحالات، يمكنك، بلطف، تشجيع المصاب بجنون العظمة على التفكير في سلوكه وطلب المساعدة المهنية، لكن توخي الحذر، فقد لا يتقبل هذا الاقتراح برحابة صدر.

طلب الدعم: تحدث إلى الأصدقاء أو أفراد العائلة أو الزملاء الذين قد يتعاملون أيضا مع نفس الشخص، يمكن أن تكون مشاركة تجاربك وطلب الدعم أمرا ذا قيمة، وبإمكانكم جميعا التعاون لوضع حدٍ لتصرفاته المؤذية.

التدخل المهني: إذا كان جنون العظمة لدى الشخص يسبب لك أو له ضررا أو اضطرابا خطيرا، ففكر في إشراك أخصائي أو وسيط في مجال الصحة النفسية يمكنه المساعدة في تسهيل التواصل بينكما ومعالجة المشكلات الأساسية.

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

جنون العظمة وكيفية التعامل
Comments (0)
Add Comment