كيف أغادركم ?

للكاتبة /سونيا عبداللطيف من قليبية نابل

متابعة عبدالله القطاري من تونس

كيف أغادركم.. ورسالتي بعد لم تصلكم… خطابي عن الإنسانية. يفقد معناه… ذبذباته لم تدرك الضّفة المقابلة.. فلم يشعر بأرقي من كان يسامر القمر… ولم يتذوّق ملح عيوني من اكتفى بالتّفرّج على احمرار السماء في وقت الغروب وخجل الشمس وهي ترتدي وشاح الأفق وتشرد في المدى..

كيف أصافحكم وخناجر ألسنتكم تلاحقني، تطعنني من كل الجهات،..، وجهي يسقط في الماء، لكنكم لا ترون سوى ابتسامتي ترتعش على سطحه، ليس خوفا من هجوم القرش، ليس ارتباك من لسع خيوط الشمس، لا ذعرا من أصابع الأخطبوط الكبير

كل ما في الأمر، أني اشتهي قُبلة من دلفين صغير، كنت أطعمته مرات ومرات، كنت روّضته على المحبّة والإخلاص وكان يهرب بالشباك، نحو الأعماق..

ولا يعود إلا بعد أن يغرس في قلب البحر أشواكه المذببة. 

فينزف جرحه، ويَسقُط دمعه، وعبثا يجد منديلا يضمّد له فؤاده المكلول أو يجفّف له العيون

لا شيء، يجعلني أصمت، ولا شيء، لا شيء يجعلني أصرخ

السمك تلا بعض الآيات البينات، وغطس دون وجهة، لم تدركه قوارب النجاة النوارس، فقدت أجنختها، اختلّ توازنها  توالت في السقوط تهوي في البحار،

لا كفن  لا نعش لا إمام ينادي للجنازة..

المقصلة فوق الرقاب  المشنقة معلّقة في السّحاب، فمن يشدّ بأعمدة الفزع من ينتشل أرضا تغرق في الوحل.. من يرفع صوت الآذان.

هكذا هي الأوطان تعجّ بها الاشجان

فمن يزيد؟ 

من يزيد ؟ 

النفط لا يباع في جرار.

البربيل لمن يحكم الدولار

والضعفاء لا ماء، لا كهرباء، لا ديار

من يزيد؟ 

من يزيد؟ 

السوق يحكمها الشيطان

أدنان الدّماء .تُوزّع بالمجان

بين الأتربة والرّكام. 

الع. ر. و. بة أصابها زكام..

من يزيد؟

من يزيد؟

هذا الدّمار مزّق قلب السماء

ولولت صواريخ

بكت ريح

انتفض غبار 

ما أدمعت عيون الغيوم

وما سقطت امطار

من يشتري؟ 

من يشتري؟ 

جبنا يسكن الأضلاع

وشم عار على جبهة الإعلام

ويح برق لم يشقّ الأبصار

ويح رعد لم يهزّ الكيان

خمد الحقّ.. زهق العدل 

الشياه  عجاف

الراعي.. يهشّ النهر.. نحو ناطحات السحاب

فمن يسقي جنان العفاف 

من يبيع؟ 

من يبيع؟ 

اسطولا يحمل عنوانا

اسطولا يحمل شجعانا

أسطولا لا تركبه جرذان أو غربان

لا ذلك الكائن المكنّى بال. عر. بان

هم ليسوا منا

وليس لهم بيننا مكان

ولا نجد تنيخ فيه الجمال

فلا تصافحوا يدي

ولا تسألوا كيف وئد السلام 

ولا تنتظروا  هديلا من الحمام

 

 

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

كيف أغادركم ?
Comments (0)
Add Comment