لماذا كان الإنسان آخر المخلوقات خلقًا؟

د. فرج العادلي 

بداية: قال تعالى (وجعلنا من الماءِ كل شيئٍ حي)

فالله تبارك وتعالى: خلق البحار والمحيطات بمساحات هائلة، ثم خلق النبات في أسفلها للأكسجين والغذاء ، ثم خلق الأسماك وباقي المخلوقات فتتنفس وتأكل، والأكسجين محبوس داخل المياه..

وأما على اليابسة
فيتبخر ماء البحار والمحيطات، ثم ينزل على الأرض؛ فينبت به الزرع، والأشجار، والأعشاب؛ فيفرز النبات الأكسجين فيملأ به الكون، ويحبس الغلاف الجوي هذا الأكسجين فيكون الكون بذلك صالحًا لخلق الكائنات الحية، ثم يخلق الله الحيوان، فيتنفس من هذا الأكسجين، ويتغذى على النبات، ثم يأتي الإنسان فيتغذى على الحيوانات، ومنتجاته، والنباتات، والأسماك؛ لأنه بغير هذه الأشياء يمرض ويذبل ولن تكون له حياة.

وكذلك فإن الله تعالى استودع في القطب الجنوبي، والقطب الشمالي مساحات شاسعة مغطاة بالجليد،
ولولا هذا الجليد لوصلت درجة الحرارة نهارًا الى مائة درجة، وليلًا إلى مائة درجة تحت الصفر، وقطعًا ساعتها تستحيل الحياة على كوكب الأرض.

فهي تُلطف الجو نهارًا وتخرج بخارًا ساخنًا ليلا فيعم الدفء، ولولا هذه العملية لمات كل مخلوق على وجه الأرض ، ومعلوم أن الجليد ماء تجمد.!

كذلك الماء حينما يثلج يطفو على سطح الماء، ولولا ذلك لتجمدت جميع البحار، وماتت جميع الحيوانات، والأسماك في البحار من البرودة،
فلما يطفو الجليد يحمي سطح الماء من برودة الهواء، فلا تزداد برودة، ويحبس الحرارة الخارجة من جوف البحار كالبراكين والحرارة الناتجة عن حركة الأسماك والكائنات الحية فيدفئ الماء قليلا
وسبحان الله العظيم.

ولو منع الله القطر من السماء، لمات النبات، وتوقف الأكسجين في الهواء، واختنقت جميع المخلوقات ! وانتهى العالم في لحظات،
لهذا جاء الإنسان بعد الحيوان، والحيوان بعد النبات، والنبات بعد الماء.

قال تعالى و”جعلنا من الماء كل شيئ حي”…
لهذه الحكمة كان الإنسان آخر الكائنات خلقًا.

وسبحان الله 150 آية تقريبًا متعلقة بالفقه ألف فيها العلماء مئات الآلاف من الأسفار
و700 آية كونية لم تجد فيها إلا شذرات !
فليتنا نلتفت لهذا الكون الفسيح، وما فيه من آيات وإشارات تدل على كثير من المعجزات.

Comments (0)
Add Comment