العشرة المسيئة

كتبت/ رانده حسن
إختصاصى نفسي

يعيش الأفراد داخل مجتمعات متعددة ومتنوعة ومتباينة فيما بينها .
لا يستطيع الإنسان أن يعيش وحيدا فهو إجتماعى ولقد خلق الله تعالى الإنسان على ذلك:قال تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)….سورة الحجرات

ودائما وأبدا نجد مجتمعات مختلفة فهناك المجتمعات العربية والأوروبية والإفريقية والبدوية…… إلخ
وكثير من هذه المجتمعات مليئة بالحيوية والنشاط والتفاعل فيما بينها ، وأيضا كثير منها منغلق على نفسه ، بل يبتعد عن أى جديد أو تغيير .

كل مجتمع داخله عاداته وتقاليده وأفكاره ، وقد يتشابه مع مجتمعات آخرى ولكن الغالبية الإختلاف خاصة للمجتمعات الغربية ، فالعادات العربية تختلف عنهم كثيرا ، ولكن المجتمع العربى الذى كان قائدا للعالم أصبح مقلدا لهم.

تعيش المجتمعات على التعاون والإنسجام والتفاعل فيما بينهم ، من خلال العمل ، والجيران ، الأصدقاء ، … إلخ
فنجد بعض المجتمعات أو لنكون أكثر دقة بعض الفئات غير ذلك ، نجدها مسيئة لغيرها ، إما بالقول أو الفعل ، فنجد بعض الأفراد تسيء لجيرانهم وقد يصل الأمر إلى الضرب والسب والقذف وحاليا فى هذا الزمن القتل … أعاذنا الله جميعا.
ونسوا وصية رسول الله بالجار.

نجد بعض الأفراد يسىء إلى زملائه سواء فى الدراسة أو فى العمل لكونه أفضل منه بعلمه أو عمله ، وأحيانا كثيرة تلويث السمعة والشرف والكرامة ، أو إغتصاب مكانة لا يستحقها من خلال ما يدسه من سم التعامل وما يقوله على غيره حتى يحصل على مكانته أو منصبه.

بعض الفتيات عندما تعلم أن صديقتها إرتبطت بأحد الشباب تمهيدا للزواج منها وفتح أسرة جديدة ، نجد تلك الفتاة تشعر بغيرة قاتلة ، فنجدها تحيك المكائد ،وتقوم بدور الشيطان بالزن فى اذن الفتاة ( العروسة)حتى تغيرها على خطيبها وكثير من الأحيان زوجها حتى ينفصلوا ، وهل تكتفى لا بل تذهب له وتأخذه لها هى لنفسها بعد ماقامت بخراب علاقة قائمة بين اثنين ، وهى من قامت بدور كبير على هدم هذه العلاقة دور عجز الشيطان عن القيام به .

نجد أسر قائمة بين الأهل والأولاد لا يعلموا شيئا عن بعضهم البعض ، فالأهل يعملون ومنشغلون فى عملهم للكسب المادى دون الإهتمام بالأولاد ، بينما الأولاد لا يهتمون بالأهل ولا مايعملون لهم المهم المادة ، وتحولت العلاقة من علاقة والدية إلى علاقة تحكمها المادة (النقود وماتشتريه ).

علاقة بين زوجين يعيشان معا اضطراريا بسبب العائلات الكبيرة فلا يستطيع الزوجان الإنفصال نظراً للتعاملات التجارية بين العائلتين دون مراعاة لمشاعر الزوج والزوجة ،

كثير من الأسر يعيش الزوجان معا فقط لوجود أبناء بينهما ، لا يوجد غير التعامل اليومى أمام الأولاد ، بينما كل منهما له حياته الخاصة المنفصلة عن الآخر.. أين السكن والمودة والرحمة ؟
زوجة تهتم بنفسها وببيتها وزوجها ونجده يشعرها بأنها غير موجودة بحياته وله علاقات اخرى …محرمة

ونجد أيضا زوجة تهتم ببيتها وأولادها وقد تتغافل أحيانا عن الزوج الذى لا يقدر وأحيانا أخرى يكون الزوج المحق فكلا الحالتين ، نجد الزوج يجد الباب الذى من خلاله يجد لنفسه مبررا للخيانة وتعدد العلاقات ، أو الزواج بأخرى محطما قلب زوجته وأولاده.

نجد غيرة وكره وأنانية وتفضيل للذات عن الغير ، نجد تفكير شيطانى لحب الشهوات والغرائز والتفنن فى الحصول على المتعة دون الإهتمام بما قد يؤثر على الغير …. المبدأ هنا مصلحتى ،
غايتى ، هدفى . ،

ليتنا نعود ثانية إلى العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية التى جعلت مجتمعنا مترابط يعرف حدوده ولا يتعداها ، الحلال والحرام ، والصح والخطأ ، ومايصح ومالايصح ،وإلى ملابس الإحتشام والإحترام ، وإلى الكلمات الرقيقة والكلام الطيب الذى لا يؤذى الغير ، ونبتعد عن التنمر وتقليد المجتمعات الغرببة داخل ثقافتنا العربية ،نحترم ابنائنا وجيرانناوأصدقائنا
نبدأ بأنفسنا ويأتي من بعدنا أولادنا وأحبابنا…
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ {الرعد:11}.

Comments (0)
Add Comment