بقلم – مني علواني
الحب ليس فقط إتحاد هوى ..تفاهم … تلاؤم، و إندماج عقلين… بل هو أيضاً إرتياح الفطرة إلى فطرة أخرى تأنس بها وتكتمل بوجودها.
دكتور “مصطفي محمود”
لطالما انتشرت الكثير من المفاهيم الرومانسية التي تصور الحب كمجرد دقات قلب متسارعة وشعورٍ قوي بالإعجاب والانجذاب الشديد نحو شخص ما. وعلى الرغم من أن هذه المشاعر طبيعية وجزء لا يتجزأ من العلاقات العاطفية، إلا أن الحب الحقيقي يتجاوز ذلك بكثير.
إن الحب ليس مجرد مشاعر ورومانسية وافكار رائعة لحياة سعيدة مستمرة، بل يتطلب العقلانية والتفاهم المتبادل بين الشريكين. الحب الحقيقي يعني التفكير العميق فيما يحتاجه الآخر ورغبة في تحقيق سعادته وازدهاره. يتمثل الحب الحقيقي في قدرة الشريكين على فهم بعضهما البعض، ومعرفة الاحتياجات والرغبات والأماني للآخر، والسعي لتلبية تلك الاحتياجات بأفضل طريقة ممكنة.
بالإضافة إلى ذلك، الحب الحقيقي يتطلب القدرة على التفاهم والتعاون في حل المشاكل والصعوبات التي قد تعترض العلاقة. فهو يعني أن يكون الشريكان جنبًا إلى جنب في مواجهة التحديات وتجاوزها معًا، بدلاً من الفصل أو التخلي عن بعضهما البعض.
ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الحب الحقيقي ليس مجرد قائمة من الجوانب الإيجابية والرومانسية، بل يشمل أيضًا قبول العيوب والعيوب لدى الشريك الآخر. إن التفاهم المتبادل والقبول للشخص الآخر كما هو، بما في ذلك جوانبه السلبية وضعفه، يمثل جوهر الحب الحقيقي.
في النهاية، الحب الحقيقي يتجاوز المشاعر العاطفية السطحية والرومانسية، ويتطلب التفكير والتفاهم والتعامل معاً. إنه المزيج المثالي بين الشغف والعقل والتفاهم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حياة سعيدة ومستمرة.