حنين العاشقين

سامح بسيوني

مهما فرقتنا الأيام والسنون، ومهما كان البعاد والجفاء فلن يغيب الحنين وسيظل الشوق مادامت الحياة.

يا سنين العمر القاسية، ومرارة الفراق فلن انساكِ لحظة، وسأظل على العهد رغم الجفاء.

أتتذكرين يوم اللقاء.. كنتِ صغيرة فنظرت إليكِ نظرة المشتاق ووقع الحنين في قلبي وانكوى الفؤاد، وامتلأ الصدر بالأنين وبالأشواق.

يا حبيبتي لمَ الفراق والبعاد: سأنتظركِ وأكون على العهد.. فلست بالخائن الجبان، بل مقدام عند اللقاء.

حين أشتاق إليكِ.. يعجز العقل عن التفكير حواس الجسد عليلة، وازداد الأنين بالأشواق

أتذكري يوم الطفولة والمرح؟ وكنا نلعب ونلهو فكانت البراءة والسذاجة عنوان الأنس وصفاء الحب والأشتياق؛ فكنا نختبئ وراء الأشجار عن أصدقائنا.. والضحكات تملأ أمانينا والفؤاد.

أبعد كل هذا تهجر ليالينا؟! فبعدكِ أصبح كل شيء مظلم وازداد الضباب في السماء.

أتذكري يوم سطوع البدر؟ كانت تتجدد أمانينا، ونجلس على شاطئ الأحلام نسطر أحلام العاشقين، فكانت أمنيات حب وعشق لا يفارق الخاطر والبال.

حبيبتي لا يكن قلبكِ للخصام معبدًا، فقلبي أصبح معبد المحبين ونور الحياة.

سيطر اليأس عليَّ عندما حل الخصام والشحناء بيننا.

تذكرت يوم شبابنا وكنت أنتظر بفارغ الشوق يوم اللقاء؛ لأرى جمال وجهك الفاتن فيه، وقلبي يخفق بالفؤاد وحديث العشق لا يتوقف بين أيدينا.

يالها من ليالي سطرنا فيها للكون حبًا يظلل أمانينا.

وسرنا مع البحر في ليلة حالكة الظلام وكان نور الحب ينير لنا ظلمة الليل حالك الظلام، وفؤاد العبير يهدي للعاشقين الطريق، وحكايات لم تتوقف وآمال الشوق تتخطى السنين، فلا قدم اشتكت من سير ولا جسم بالعليل اشتكي فينا.

كانت أيامنا مليئة بالتفاؤل وثوب السعادة يزين بمَ فيها، أبعد كل هذا يحل الهجر فينا؟!

وجلست بمفردي أتذكر أيام خلت تملأ في الحياة ضحكات لكل العاشقين.

فذهبت لأول مرة بغيركِ تحت شجرة الحب التي ظللتنا؛ أشتكي إليها حب ضاع بين أيدينا، وأتذوق مرارة الفراق والحرمان مع قلبي الجريح وعيون روت حدائق البساتين، وصوت الكروان يصدع من بعيد؛ ليعلن للبائسين بأن الأمل قادم رغم البعاد والهجران.

كانت الحياة معكِ لها مذاق الياسمين، وعندما رحلتِ أصبح الحنظل يملأ الوجدان.

يا رياح الحب، احمليني على جناحيكِ الرقيقتين لحبيب العمر ؛ لأخبره بالأنين وبالأشواق.

وخذي رسائلي؛ لتسبقني إلى قلبي فهو مسروق مع الحبيب، وأخبره بأن الجسم صار عليلًا بعد البعاد والهجران.

قاتلكَ الله يا حبًا أهلكت قلوب أهل الهوى بالحرمان، فكن رفيقًا بهم فهم رقائق الرحمن.

حنين العاشقين
Comments (0)
Add Comment