بقلم – مني
عندما تسيطر على الأشخاص أفكارهم الواهمة وتكون الحقيقة نصب عينهم، يصبحون غير قادرين على رؤية الحقائق الواقعية ويكتفون بالقناعات والاعتقادات الخاطئة التي يحملونها. يتسبب ذلك في تضليلهم وإيجاد رؤية مشوهة للواقع.
تواجه هذه الحالة عادة في المجتمعات المتطرفة والأفراد ذوو العقائد الضيقة، حيث يتم تأثيرهم بسوء نواياهم الخاصة وتجاهلهم للحقائق الواضحة. قد يجد الأشخاص أنفسهم في دوامة من الأفكار الوهمية التي تسيطر عليهم، مما يعرضهم للتلاعب والاستغلال من قبل أولئك الذين يستفيدون من تلك الأفكار.
على سبيل المثال، في بعض الدول يمكن أن تتحكم الحكومات في وسائل الإعلام وتنشر معلومات مضللة وواهية للناس. وعندما يتعامل الأشخاص مع هذه الوسائل، فإنها تؤثر في تصوراتهم وتوجههم، مما يجعلهم يعتقدون بالأفكار الواهية ويغلقون عيونهم عن الحقائق الواضحة.
يمكن أن تستخدم هذه الحالة أيضًا في العلاقات الشخصية، حيث يمكن للأشخاص المسيطرة على العلاقة أن يوظفوا طرقًا مختلفة لتضليل الطرف الآخر. يمكن أن يستخدموا الكذب وتشويه الحقائق لتحقيق أهدافهم الشخصية. يكون الشخص الضحية غالبًا غير قادر على رؤية الحقيقة وتفسير الموقف بطريقة موضوعية، مما يجعلهم يصدقون ما يروى لهم.
للتغلب على هذه الظاهرة الخطيرة، يجب على الأشخاص أن يكونوا حذرين ويشخصوا نصب عيونهم. ينبغي على الأفراد السعي للحقائق الواضحة والإبحار في الإعلام المختلفة للحصول على آراء متعددة. يجب أن يعلموا أيضًا كيفية التعرف على الحقائق من الأكاذيب والافتراءات، وعدم تصديق كل ما يسمعونه أو يرونه.
من الضروري أن نضع في اعتبارنا أن الحقائق تسير دائمًا على نصف واحد، وأن خلف كل معلومة يكمن دائمًا الجانب الآخر من القصة. يجب أن نتجنب الانغماس في الأفكار الواهمة وأن نفتح عقولنا للنقاش والحوار البناء، حتى نتمكن من رؤية الحقيقة بوضوح واتخاذ قراراتنا بناءً على أسس صحيحة.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية