عيد علي يكتب الهوى هوان


يخبرنا الله عز وجل فى كتابه الحكيم أن الناس فى غفلة رغم إيمانهم بأن الموت لا مفر منه ويعرضون عن من يذكرهم بالله والحساب نتيجة حبهم للشهوات وتمسكهم بالهوى والشغف

بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ( ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍۢ مُّعْرِضُونَ)

وهذه الأبيات التى بين أيدينا تلخص محور مقالى هذا كله
قال الشاعر:
النَّاس في غفلةٍ والموتُ يوقِظُهُمْ *** وما يفيقون حتَّى يَنْفَدَ العُمُرُ

يشيِّعونَ أهاليهم بجمعهمُ *** وينظرونَ إلَى مَا فيه قد قُبرُوا

ويرجعونَ إلَى أحلامِ غفلتهم *** كأنهمْ ما رأوْا شيئًا ولا نَظَرُوا

فبينما ترى الإنسان متعاظمًا بقوته.. تائهًا ببطشه.. إذا به أمام رغائب النفس؛ أضعف من الذباب وأوهى من خيط العنكبوت! قال إبراهيم القصار: «أضعف الخلق من ضعف عن رد شهوته، وأقوى الخلق من قوي على ردها».

فيا من صرت تابعًا لهواك منقادًا لأمره اعلم أنك من أضعف الخلق وأوهنهم إرادة!
ويا من غلبت هوى النفس وقهرت جيوش مطالبها اعلم أنك أقوى الناس إرادة وأعزهم سيادة!

أيها المذنب تأمل في حالك كم من الساعات والأيام والشهور بل والأعوام! تذهب سُدىً في غير طاعة الله تعالى؟!

أتُرى عمرك الذي تضيعه في إجابة هواك أتُراه لا يُحسب من عمرك؟!
فأفق أيها الغافل! واعلم أنك تضيع كنزًا ثمينًا ألا وهو (عمرك)

فيا من ضيعت العمر في لذات النفس وأفنيت أيامك في السعي خلف الشهوات أما سمعت بخبر أقوام لا تمضي أيامهم في غير التسبيح والذكر وفعل الصالحات؟!

نعم إنهم أقوام تلذذوا بالطاعات وشتَّان ما بين اللذتين: لذة أهل الطاعات، ولذة أهل الذنوب والشهوات!

مهما حصدت من ملذات الشهوات وحب الهوى لن تنل قيد أنملة مما يجنيه التائبون المستغفرون

( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ)

عندما نخاطب فى مقالنا هذا نخاطب المؤمنين الذين أضلهم هواهم عن الطريق المستقيم وقست قلوبهم أما من اتبع هواه وأضله لن يزيدهم هذا إلا إثما وكبرا

( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ )

ونقول لهم عودوا إلى طريق الله طريق السلامة ولا تكونوا من القاسية قلوبهم وختم الله عليها فلن ينفعهم نصحا ولا تقويما ولهم عذاب عظيم

( خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ)

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

عيد علي يكتب الهوى هوان
Comments (0)
Add Comment