تفاصيل.. مقتل “مسنة” كانت تدافع عن ابنها من “نسيبة” فى كانت حياتها النتيجة

مصطفى حشاد

هرج ومرج داخل مستشفى بنها التعليمى, المرضى تجرى وأبواب الغرف تفتح وتغلق بقوة, وحالة من الخوف والزعر بين الناس والسبب “رضا” مسجل خطر حيث هجم على نسيبه “أحمد” وهو يتلقى العلاج داخل المستشفى بعد أن تشاجر “أحمد” مع زوجته “صابرين” وترك لها المنزل وذهب لمزل أسرته هو وأولاده الـ6 أصغرهم عامان، وكان مكسور النفس، وبدا عليه القلق، لخوفه من أخو زوجته “رضا”, ليأتى رضا، اتصل بيه وهدده بالانتقام منه وإنهاء حياته.

لم تمر ساعات حتى جاء “رضا” إلى منزل نسايب أخته، ويمسك سلاح أبيض “سنجة” بيد، ويلف على الأخرى قطعة سجاد ليصد بها أي ضربات محتملة، وطرق الباب مع وابل من السبّاب، ومن فوره باغت زوج شقيقته “أحمد” بضربات في يده وظهره، ليعلو الصراخ داخل الشقة، ولم يكتفى بهذا بل طعن “إسراء” شقيقة “أحمد” في رأسها هى الأخرى، ليتحول المسكن إلى بركة دماء، والصغار يبكون، والأهالى يفزعون، ومع ذلك لم يجرؤ أحد منهم على الاقتراب تجاه الجانى، بينما يرونه يلوذ بالفرار دون اكتراث بما فعل.

الشقيقان المجنى عليهما توجها إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالشروع في قتلهما، واقتحام مسكنهما على مرأى ومسمع من الجيران، وبعدها ذهبا إلى المستشفى لتضميد الجروح وتسجيل ما بهما من إصابات بتقرير طبى لإرفاقه بالمحضر.. وفوجئا بمجىء “رضا”، واتهامه لهما بضربه والتسبب في جرحه، وفى الوقت ذاته كانت “أم أحمد” السيده المسنة قد وصلت لتوها لتطمئن عليه، وسط صراخها وندبها على بخت ابنها المائل، مردده كلمات: “يا عينى على حظك في جوازتك يا قلبى عليك”، فاستشاط نسيب ابنها غضبًا، واندفع نحوه ليواصل التعدى عليه، ولم تأخذه به رأفه، لتتصدى له الأم بجسدها الواهن.

الأم العجوز تدخل مستشفى بنها التعليمى أثناء تلقى ابنها وشقيقته العلاج، يهجم عليها نسيب ابنها يركلها في صدرها، لتسقط على الأرض تتوجع وتصرخ ألمًا، فيعاجلها بضربة أخرى في ظهرها أثناء محاولتها القيام لتحمى “فلذة كبدها” من ضربات الجانى، لكنها تقع أخيرًا، ولا تقوم، بعد نزيفها من الفم والأنف بغزارة، حيث تلفظ أنفاسها الأخيرة، والمتهم يلاحق بسلاحه الأبيض “كتر” باقى أفراد أسرة المجنى عليه.

فيما قالت “اسراء” ابنتها: “أمى وقعت، ومنطقتش تانى بعد نزول نافورة دم من أنفها وفمها”.. وتتساقط الدموع من أعين “اسراء” وتعبر: “عمرى في حياتى ما هنسى اللى حصل، منظر أمى وهى ميتة وأثناء فدائها لأخويا بروحها”.

زوج “أم أحمد” المجنى عليها لا يذوق طعمًا للراحة ولا النوم، حياته أضحت كابوسًا، ضاعت بالنسبة له “السند والعكاز”، وانتهت رحلتها بطريقة مأساوية، لم يتخيلها، حيث يقول: “مراتى ربت عيال ابنها الـ6، وكانت شايلاهم من فوق الأرض شيل، وفى الآخر زوجة ابنى بعتت أخوها يتخانق معانا، ما طول عمرها في مشاكل مع نجلى وهو بيرضخ لها لأجل أطفالهما، والحكاية انتهت بالكارثة!”.

يغضب الزوج حين يُذكره أحد المعزين بأن عقوبة المتهم قد لا تصل إلى الإعدام شنقًا، فيقول لهم: “ده قتل عمد، جه بيتنا عايز يموت حد فينا، اتصل بابنى وقال له هموتك هحزن قلب أمك عليك، وراح وراه المستشفى وزعم إصابته، وزوجتى فدت ابنى بروحها”.

الجريمة تركت أصداءً حزينة بالمنطقة، وابن المجنى عليها لا يتحدث إلى أحد، يومه كله يقضيه أمام صورة والدته تارةً وأخرى على قبرها، لا يطيق أن يعاتبه أشقاؤها الغاضبون وقولهم له: “إنت السبب”.. إحدى شقيقاته كانت تصوت عاليًا: “(رضا) يضرب أمى ليه، يقتلها ليه؟!.. أخويا اتخانق مع مراته ولا هي اتخانقت معاه، ذنبها إيه أمى؟!.. تموت ليه غدر.. حقها لازم يرجع عشان نعرف نعيش إن عرفنا”.

أمام جهات التحقيق، اعترف المتهم بارتكابه الجريمة على النحو سالف الذكر، وأمرت النيابة العامة بحبسه احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثمان المجنى عليها.

تفاصيل.. مقتل "مسنة" كانت تدافع عن ابنها من "نسيبة" فى كانت حياتها النتيجة
Comments (0)
Add Comment