أيها الغبِي الشهي

للشاعر الجزائري مراد بيال
متابعة عبدالله القطاري من تونس

يَا أَنْتَ
يَا مَنْ تَدَّعِي انَّكَ الْأَسْمَى
وَ أَنَّكَ الَاقْوَى
ايَهَا الْأَحْمَقُ الْغَبِيُّ الشَّهِّيُّ
الطَّرِيُّ الْمُتَعَجِّرِفْ
الدَّائِمُ الشَّكْوَى
هَلْ تَعْلَمُ أَنَّنِي أَصْبَحْتُ
تَائِهَةٌ بِسَبَبِكِ
لَا أَعْرِفُ مَنْ انَا
وَ لَا مِنْ أَيْنَ جِئْتَ
لَا اعْرِفْ وُجْهَتِي
لَا أَعْرِفُ تَفَاصِيلَ وَجْهِي
وَ لَا تَقَاسِيمُ جَسَدِيٌّ
وَ لَا أَمْلِكُ حَتَّى حُرِّيَّتِي وَ قَرَارِي
وَ كُلُّ مَشَاعِرِي
ثَائِرَةٌ… نَافِرَةٌ …..تَتَرَنَّحُ
فِي دَوَّامَةِ إِعْصَارِيٍّ
فَدَعْنِي ايَهَا الْمُتَعَجِّرُفْ
دَعْنِي رَجَاءُ أُسَافِرُ لَحْظَةً
فِي فَضَاءِ عَيْنَيْكِ
اسْتُجْدِيَ شَتَاتَ رُوحِي
لَعَلِي أَكْتَشِفُ
فِي احْدِ كَوَاكِبِكَ الْغَبِيَّةِ
أَسْرَارِيٌّ
وَأَفْرَغَ كُلُّ أَحْزَانِي
وَ كُلُّ أَوْجَاعِي
وَ أَصْلَبُ قَامَتِي وَ أَرْمَمُ انْكِسَارِي
فَلَيْسَ فِي دُنْيَايَ وَ عَالَمِي
رَغْمَ حَمْقِكَ أَجْمَلَ مِنْكَ
وَ لَا ارْوَعَ
وَ هَذَا بِإِخْتِيَارِيٍّ
وَ رَغْمَ انِّي اخْتَرْتُكَ بِمَحْضِ ارَادَتِي
صَادَرْتْ بِغَبَائِكَ قَرَارِي
إِخْتَرْتَكَ لِتُشْرِقَ كَوْهَجِ الشَّمْسِ
فِي لَيْلِي …..فِي نَهَارِي
لِتَرْتَوِيَ مِنْكَ رُوحِي
كَمَا يَرْتَوِي الظَّمَأْنُ
مِنْ مَاءٍ أَعْذَبَ أَنْهَارِي
اخْتَرْتْ انْ أﻋﺰﻓﻚ
ﻗﺼﺔ ﻋﺸﻖ فِي فُؤَادِي
نَبْضُهُ لَحْنِي وَ عَرُوقِي أُوتَارِي
وَ انْ أَكْتُبُكَ سِيمْفُونِيَّةً
إِيقَاعُهَا مِنْ رَوَائِعِ اشِّعَارِي
وَ أَغْرِدْ بِحُبِّكَ فِي مَسَاءَاتِي
فِي صَبَاحَاتِي فِي أَسْحَارِي
كُلُّ هَذَا كَانَ بِحُرِّيَّتِي انَا
وَ بِاخْتِيَارِي
لِتَسْكُنَنِي
تَسْكُنُ ﻫﻤﺴﺎﺗﻰ…وَ آهَاتِي
وَ تُطْفِئُ لَوْعَةٌ نَارِي
وَ أَهْدِيكَ سِرَّ اسْرَارِي
وَ لَكِنَّكَ ايْهَا الْاحْمُقْ
الْغَبِيُّ الْمُتَعَجِّرِفْ
الشَّهِيُّ الطَّرِيُّ
قَدْ خَدَعَكَ انْكِسَارِي
فَظَنَنْتُ نَفْسَكَ الَاقْوَى
وَ نَسِيتُ انْنِي انَا دَارْكُ
أَنَا الْمَسْكَنُ وَ الْمَأْوَى
وَ انْكَ مُسْتَأْجِرٌ عِنْدِي
وَ انِّي تَنَازَلْتُ طَوْعًا
عَنْ حَقِّي فِي الْإِيجَارِ
وَ لِإِرْضَاءِ غُرُورِكَ اكْثُرْ
اوْهِمْتُكَ انَّكَ صَاحِبَ الدَّارِ
وَ انَّكَ سَيِّدٌ قَرَارِي
وَ أَنِّي ضَعِيفَةٌ وَ انَا الْقَوِيَّةُ
الْجَبَّارَةُ بِانْكِسَارِي
ايهَا الْأَحْمَقُ الْغَبِيِّ
الْمُتَعَجِّرِفِ الشَّهْي
الطَّرِيُّ كَأَطْفَالِي
سَأُفْطِمَكَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنْ تَمَادَيْتَ
وَ اسْتَرَدَّ حُرِّيَّتِي وَارَادَتِي وَ قَرَارِي
فَأَنَا الَاقْوَى أَنَا الْأَبْقَى وَ الْأَطْوَلُ نَفْسًا
رَغْمَ ضَعْفَيْ …رَغْمَ مَسْحَةِ الدَّمْعِ فِي عَيْنَيْ
انَا الصَّامِدَةَ رَغْمَ انْكِسَارِي

ايُهَا الْغَبِيُّ الشَّهِّيُّ
Comments (0)
Add Comment