القاهرية
قال الدكتور ماركو سولمي الأستاذ المساعد بالطب النفسي في جامعة أوتاوا والباحث بمعهد أبحاث مستشفى أوتاوا في كندا، إنّه “بعد تطبيق المعايير الكمية الصارمة للغاية، ومراعاة كل من الدراسات الرصدية والتجارب التجريبية، تبيّن أنّ غالبية الروابط بين القنب والنتائج الصحية مدعومة بموثوقية متدنّية للغاية أو متدنية”.
وفي الواقع، أشارت الكثير من الأدلة الأكثر إقناعًا في الدراسة إلى الأضرار المحتملة الناجمة عن استخدام الماريغوانا، لا سيّما من قبل النساء الحوامل، وأي شخص يعاني من اضطراب في الصحة العقلية، والمراهقين والشباب الذين يشكلون غالبية مستخدمي القنب، راهنًا.
قد تتفاجأ بأنّ الأدلة حول فوائد الماريغوانا قليلة، بحسب تحليل جديد شمل أكثر من 100 تجربة سريرية وتحليل تلوي.
أضرار الماريغوانا المحتملة على:
الصحة العقلية
لم يتوصّل التحليل إلى أي فائدة للماريغوانا متّصلة بتخفيف أعراض القلق، والاكتئاب، والاضطرابات النفسية الأخرى. وقال سولمي إن العكس في الواقع كان الصحيح.
وأظهرت المراجعة أنّ الصحة العقلية قد تتأثر جدًا بالقنب، وأنّ استخدام الدواء يزيد من خطر ظهور اضطراب ذهاني، أو اضطراب في الصحة العقلية، وأن استخدامه بعد تشخيص الحالة العقلية يساهم بتفاقم النتائج السريرية.
الحمل
وجدت الدراسات أنّ النساء الحوامل يلجأن في كثير من الأحيان إلى تعاطي القنب لتخفيف الغثيان، خصوصًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. لكنّ المراجعة وجدت أدلة “مقنعة” على وجود صلة بين تعاطي القنب وخطر إنجاب طفل صغير الحجم ومنخفض الوزن عند الولادة.
وقال بيج: “غالبية الأبحاث المتعلقة بالغثيان أثناء الحمل تدور حول القنب المصنّع لذي يُعطى بوصفة طبية، ويتم التحكم فيه بعناية لجهة الجرعة والجودة ومستويات رباعي هيدروكانابينول (THC)”.
وأضاف أن “دلتا-9-تتراهيدروكانابينول، أو TH، هو الجزء من نبات القنب الذي ينتج النشوة، والسبب الرئيسي لمساعدة الماريغوانا على علاج الغثيان والألم”.
وأشار بيج إلى أنه “يغيّر الإدراك، ما قد يؤثر على تجربة الألم”. وأضاف: “لا أنصح النساء الحوامل باستخدام القنب لأنه مرتبط بانخفاض الوزن عند الولادة، واستنادًا إلى البيانات الحيوانية قد يكون له آثار على دماغ الجنين. كما يمكن للقنب أن ينتقل إلى الطفل عبر الرضاعة الطبيعية، فلماذا المخاطرة عندما تكون هناك خيارات أخرى أكثر أمانًا”؟
المراهقة والبلوغ المبكر
وجدت المراجعة أن التغيّر بين الإدراك والواقع أثناء نمو الدماغ، كما هي الحال خلال فترة المراهقة وأوائل العشرينات من عمر الفرد، يشكّل خطورة على الإدراك والصحة العقلية.
وأضاف بيج أنه “يجب على المراهقين والشباب تحديدًا إدارك أنّه قد يكون للقنب آثارًا ضارة على صحتهم العقلية، وعليهم الحصول على معلومات كافية حول ذلك وألا يستخدموا القنب، أو يتوجّب عليهم مراقبة صحتهم العقلية إذا قرروا استخدامه”.
وأظهرت الدراسة أنه إلى الأعراض النفسية، وجدت التجارب السريرية أدلة مقنعة بين القنب وآثاره السلبية على الذاكرة، والإدراك اللفظي، والتذكر البصري. ورأى سولمي أنه “لا يمكن لعملنا الإجابة على ما إذا كانت التأثيرات دائمة أم لا، ويجب إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع”.
وأضاف أنّ على الشباب “التوقف عن استخدام الحشيش إذا لاحظوا تراجعًا في إنجازاتهم التعليمية، أو علاقاتهم الاجتماعية، أو صحتهم العقلية، أو أدائهم بشكل عام”.
أين يمكن أن تساعد الماريغوانا؟
وجدت الدراسة أن المجالات التي ثبت أن الماريغوانا تساعد فيها تشمل: اضطرابات النوبات، وتشنجات العضلات، والألم المزمن، والنوم.. لكن لأشخاص معينين فقط.
وأوضح سولمي أنّ “الكانابيديول (CBD) مفيد للصرع، وقد تحسّن الأدوية التي تحتوي على القنب التشنج لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدّد، والألم في حالات الألم المزمن، والنوم لدى الأشخاص المصابين بمرض السرطان”.
وقال سولمي إنّه “عمومًا، كان القنب فعالًا بتحسين الألم عبر مقاييس متعددة للألم شملت مجموعات سكانية مختلفة. ومع ذلك، لا يوجد دليل على أن القنب يحسن النوم لدى عامة السكان”.
وشدّد سولمي على أنه لا ينبغي لأي شخص يعاني من أي من هذه الحالات أن يعالج نفسه بالقنب.