قلما نعى قيمة النجاح فمن المسلمات أننا جميعا نسعى للنجاح ولكن هل فكرت لحظة لماذا نفشل؟ هل سألت نفسك يوما لماذا نبذل جهدا ووقتا لنفشل نعم عزيزى فالفشل يستغرق من الوقت والجهد ما يستغرقه النجاح.
حقيقة مسلم بها أن الفشل دليل على مجهود بُذل في الطريق الخطأ مع بذل جهد وعناء.
سل أى عالم كم يستغرق النجاح من جهد وعناء تجد فى المقابل ما يبذل من جهد وعناء لتحقيق الفشل ولكن هل الفاشل يأمل فى فشله كما يأمل الناجح فى نجاحه
لماذا نعتبر أنفسنا فلاسفة باختلاق الأعذار والحجج الواهية لتبرير فشلنا لما لا نعترف بدون تقديم مبررات أننا سلكنا دربا خاطئا أو أننا نكابر ونعاند انفسنا
دعوني أسوق لكم هذا الموقف لتتضح الفكرة.
لو أن شابا اُتيحت له فرصة العمل بمؤسسة ما والراتب فيها حلم كل شاب وأن هذا الموعد سيعود عليه بالسعادة والرخاء ولديه مبلغا يكفيه للوصول لمقر المؤسسة فى الوقت المحدد وبدلا من أن ينام مبكرا سهر مع أصدقائه حتى قرب الفجر وأنفق نصف ما معه من المال والذي كان مخصصا للوصول لمكان المؤسسة. فما قولك فيما فعله الشاب من سهر وإنفاق ولم ينم مبكرا وأنفق ما كان أولى له بتوفيره للغد فإذا عاتبنا الشاب عن هذا التصرف الأحمق لقال لنا أنه استمتع بالسهر مع أقرانه ووجد ملذة فيما أنفق فيه المال.
فهل تُقبل فلسفته التى أضاعت عليه فرصة العمل. أم تُقبل فلسفته إذا قال لم يرد الله لى هذا العمل ولو أراده لوصلت فى الميعاد وكنت وجدت صاحب مروءة يصحبني معه بسيارته.
ما أكثرها من فلسفة. وقس على ذلك العديد من المواقف .
قال لى صديق هذا المثل الذي سقته يفعله الأقلية الكُسالى فهل عندك مثل يقع فيه الأغلبية.
قلت له مع أنني لست هنا لأضرب الأمثال ولكن سأسرد لك موقفا لمسته بنفسك من واقع الحياة ولكن أجبنى بكل صدق إذ سألتك
قال: لن تجد منى غير الصدق.
قلت كام كاتب فى الجريدة؟
قال: أكثر من مائة وخمسون تقريبا.
قلت كم منهم متفاعل بالنشر؟
قال: قليل.
قلت وكم منهم كان يطمح فى أن يكون له مقالا أو عملا صحفيا بجريدة ورقية وإكترونية؟
قال: الجميع.
قلت وماذا يحدث إذا لم ينشر خلال الشهر ؟
قال: يتم حذفه .
قلت وماذا يحدث بعد حذفه .
قال: يذكر أعذارا ويعد بأنه سينتظم .
قلت وهل ينتظم؟
قال: ينتظم أول يوم رجوعه ثم يتكاسل بعد ذلك.
قلت كم من الأعضاء تم منحهم رئاسة قسم؟
قال: تقريبا ٢٨ رئيس.
قلت ومن منهم متواجد ويباشر عمله؟
قال: لا يتعدوا أصابع اليد الواحدة.
قلت وماذا لو ألغينا التكليف؟
قال: سيغضب وقد يترك الجريدة
قلت ولماذا يغضب وهو لم يقم بواجبه؟
قال: لأنه يرى أنه ليس مقصرا رغم كونه مقصرا.
قلت إذا هي فلسفة الفشل التى اتكلم عنها وقس على ذلك العديد والعديد فى معظم المؤسسات
قال: صدقت الآن وصلت الصورة.
وبعد هذا الحوار أهمس فى أذن كل متكاسل وكل فاشل أهدر وقته وجهده لأنه أخطأ طريقه أننا عندما نصل إلى غايتنا فى الحياة نسلك مسلك هذا الشاب الأحمق نسير في الاتجاه الخطأ، ونفشل حيث كان يسعنا النجاح بما أنفقناه في الفشل من جهد ووقت.
هذه حقيقة قلما ندركها في وقتها
وللحديث بقية