سامح بسيوني
كلما خلوت بنفسي يتجدد فيكَ الحنين، ويأخذنا الشوق في بلد حدودها الأنين.
وتذكرني نفسي دائمًا بجمال العشق فينا، وزهرة البستان تتلألأ من بعيد ؛ لتعلن للكون صفاء العاشقين.
ووتجدد الٱمال في عيون العاشقين، والقمر يظللهم على بحر لجي، والسفن تهتدي مع السائرين والنجوم تأخذهم على درب الهادين.
وصوت الكروان يصدع من بعيد؛ ليعلن بأن للكون إلهًا معبودًا لا يخيب نداء الراجئين.
وهمهمة الهائمين تصدر في القلوب رقة وحنين، وأذان الفجر يأتي من بعيد؛ ليعلن للبائسين بأن الأمل قادم رغم البعاد والحنين.
ونسمات الفجر تهلهل من بعيد على الكون فيتراقص فرحًا؛ بميلاد يوم جديد خاليًا من النفاق والخاملين.
وفلاح يسير إلى حقله وقلبه مليء بالٱمال، وفأسه يشق الأرض فتخرج منه الخيرات والبركات، وعنزة تسير وراء فلاحة في أمان واطمئنان.
وخرير الماء ينزل من ساقية فتسمع للكون الحان وصفاء، فتنزل على أرض جرداء فتصير خضراء بالبركات والٱمال.
وحفيف الأشجار يتمايل بالأغصان، وعصفور في عشه مطمئن البال والحال.
وقطرات الندى تنزل على الزروع فتلبسها جمالا وجاذبية بعطر الرحمن.
وأطفال يستيقظون على صوت وداعة العصفور فيملئون الكون فرحًا، ووجوهم مليئة بالبراءة وبالضحكات.
وأم استيقظت في ساعة فجر تستنبط الهمم فهي شمس البيت وبغروبها يأتي الليل البهيم.
وأب كادح على فراشه فيتقلب ذات اليمين وذات الشمال، وكله يقين بأن الرازق هو الله، فيقوم متوكل عليه، ونظرات من عينيه تحكي قسوة الإنسان والزمان.
وصحراء شاسعة قاسية تشبه قسوة الإنسان للٱنسان،ودموع المحروم تنزل على الصحراء فيزاد اللهيب حرمانا ورجاء يشدوا من بعيد يمسك بيده شعلة الحب والوفاء والإخلاص.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية