أميمة بنت عبد المطلب

 

د/ زمزم حسن

أميمة بنت عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مَناف بن قُصَيّ بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. أبوها عبد المطلب، وهو جد النبي محمد، كان عبد المطلب من سادات قريش، محافظًا على العهود، متخلقًا بمكارم الأخلاق، يحب المساكين، ويقوم على خدمة الحجيج، وكان شريفاً مطاعاً جواداً.

أمّها: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عِمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي جدة النبي محمد لأبيه

تزوجت أميمة في الجاهلية من جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة ابن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، وقيل اسمه: حُجير بن رئاب الأسدي، قيل بأن جحش لم يدرك الإسلام، وقال ابن حبان: له صحبة، وروى الدارقطني بإسنادٍ واهٍ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غَيَّر اسم جحْش هذا؛ كان اسمه برَّة فسماه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جَحْشًا، والمعروف أن ابنته كان اسمها بَرَّة فَغَيَّره النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وذكره الجعابيّ فيمن روى عن النبي محمد من الصحابة هو وابنه.

هناك بعض المصادر التي تحدثت كيفية خطبتها، فقد قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: «وقال جحش بن رئاب الأسدي حين نزل مكة بعد موت عبد المطلب: والله لأتزوجن ابنة أكرم أهل هذا الوادي، ولأحالفن أعزهم، فتزوج أميمة بنت عبد المطلب، وحالف أبا سفيان بن حرب».

 

وفي رواية أخرى ذكرها محمد بن حبيب البغدادي حيث جاء في كتابه المنمق: «حلف جحش بن رئاب أمية ومصاهرته عبد المطلب قال: لما قدم جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي مكة حالف أمية بن عبد شمس فقيل له تركت أشرف منهم وأعظم عند قريش قدرا عبد المطلب بن هاشم، قال: أما والله! لئن فاتني حلفه لا يفوتني صهره، فخطب أميمة بنت عبد المطلب فزوجه إياها.».

 

كانت شاعرة فصيحة اللسان، كأخواتها الأُخريات بنات عبد المطّلب، وأن عبد المطلب لما حضرته الوفاة وعرف أنه ميت جمع بناته، فقال لهن: ابكين على حتى أسمع ما تقلن قبل أن أموت، وقالت أميمة بنت عبد المطلب تبكي أباها:

أَلا هَلكَ الراعي العشيرة ذو الفقدِ وَساقي الحجيج وَالمحامي عن المجدِ

وَمَن يألفُ الضيفُ الغريبُ بيوتهُ إِذا ما سماءُ الناسِ تبخل بالرعدِ

أَبو الحارث الفيّاض خلّى مكانهُ فَلا تبعدن إذ كلّ حيٍّ إلى بعدِ

فَإِنّي لَباكٍ ما بقيتُ وموجعٌ وَكانَ لَه أهلاً لِما كانَ مِن وجدي

سَقاهُ وليُّ الناسِ في القبرِ ممطراً فَسوفَ أبكّيه وَإِن كان في اللحدِ

فَقَد كانَ زيناً للعشيرةِ كلّها وَكانَ حَميداً حيثماً كان من حمدِ

ونسب إليها ابن سعد أبيات غير هذه، وقال بأنها رثت أباها عند موته بها، وأما عن هذه الأبيات فهي:

أَعينيّ جُودا بِدمعٍ دَرِر على ماجدِ الخيم والمعتصَر

عَلى ماجدِ الجدّ واري الزناد جَميل المحيّا عَظيم الخَطر

عَلى شيبةِ الحمدِ ذي المَكرمات وَذِي المجدِ وَالعزّ وَالمُفتخر

وَذي الحلمِ وَالفضلِ في النائبات كَثيرِ المفاخِرِ جمّ الفخر

لَه فَضل مَجدٍ على قومهِ مُنيرٌ يلوحُ كَضوءِ القَمَر

أَتَته المَنايا فلم تُشوهِ بِصرفِ اللّيالي وريبِ القَدَر

قال بشير يموت في كتاب شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام: «هي بنت عبد المطلب بن هاشم، ولم تكن لها شهرة أخواتها.

أميمة بنت عبد المطلب
Comments (0)
Add Comment