القمر المظلم لحن الجروح وصرخة الظلم

بقلم – مني علواني

في عتمة الليل تحت سماءٍ ساكنة، يظهر القمر المظلم وهو يحمل في طياته الكثير من الآلام والضيم. يختبئ وراء قماشه الأسود أصوات الدموع المسكوت عنها وأحلام تقهرت وحياة تبتلعت في مهاوي الفشل والخذلان.

وحدود المقامرة في هذا المقال ليست متعة أو ترففًا بل هي كلمات عميقة تندب الجروح المفتوحة وترويها بحنان. فهي تسلط الضوء على ألم الخيبة الذي تسبب به الأشخاص الأقرب لنا، بالذكرى السعيدة المفقودة بين أيديهم والعلاقات المكسورة بسبب رغبتهم في السيطرة والأهانة.

وفي هذا القمر المظلم، تستمر الظلما في السيطرة على حياتنا، ترتدينا مشاعر الاستغلال والاضطهاد كقماش أسود يغطي وجوه الأبرياء. فالتقدير المفقود والتعامل الجائر يجرحنا بعنف ويهز أركان الثقة التي بنيت عليها علاقاتنا.

مقياس الحياة المرهق والإحساس بالضيق النفسي يبدو في هذا القمر المظلم وكأنه يقترب من الهاوية. كأن الحياة لا تكفي لسعادتنا وطموحاتنا ونداءاتنا. تنثني أركاننا النفسية تحت وطأة الضغوط والتحديات، وكأن كل ما نبذله لا قيمة له، وكأننا داخل متاهة لا نهاية لها.

ولكن، رغم كل هذا العتمة واليأس الذي يبدو واضحًا في القمر المظلم، لا يزال لدينا القوة للتحدي. فالحياة بالفعل مقاسٌ صعب، لكن الاقتناع بأنفسنا وبقدراتنا هو ما يعطينا القوة للتحمل والصمود. نستطيع أن نطرد الظلم ونرفع صوتنا الذي تأبى العتمة تسميعه.

لذا، فلنجعل هذه الكلمات العميقة التي تحملها القمر المظلم تكون شعلة في داخلنا. لا ننتظر النهاية المظلمة بل نواجهها بكل شجاعة. لا نسمح للجروح والظلم والقهر بأن يضعفونا، بل نقف بفخر أمامهم ونعلن قوتنا وقدرتنا على التحدي والنجاح.

فلنجاوز القمر المظلم، ونجعل منه محطة لمعارفنا وتجاربنا. دعونا نتحول من ضحايا إلى ناجحين ومحاربين. دعونا نعيد بناء أنفسنا وعلاقاتنا على أساس التقدير والعدالة.

ألقى بكلماتك المؤثرة في آفاق القمر المظلم، ولا تستكين للنهاية المحتومة. انطلق بشكل قوي لمواجهة تحديات الحياة وعشها كما تحلم، حيث لا مكان للظلم والقهر لتضيء المسار للنهاية المشرقة المرتقبة.

القمر المظلم لحن الجروح وصرخة الظلم
Comments (0)
Add Comment