كتبت _ مريم السيد
الإنسان مخير فيما يعلم، أي أنه يزداد حرية كلما ازداد علماً. حرية الفرد لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، بل في أنه لا يجب عليه أن يفعل ما لا يريد. يجب علي الانسان العلم بحقه في الحرية، وحق بلاده في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح.الحرية، ليست مجرد كلمة عابرة في القاموس، بل هي فعلٌ ثم قول، فكم من الحروب، والشجارات، والنزاعات التي قامت لأجل هذه الحرية وكم من الثورات التي قامت للمطالبة بحرية البلاد ؟الحرية من ضرورات الكرامة الإنسانية، وهي جزءٌ أساسيٌ من الحياة السعيدة، والكاملة، ليس للإنسان فقط، لأن الجميع يسعى للحرية، ويحارب لأجلها، ويكافح بكل ما أوتي من قوةٍ وحزمٍ للوصول لها، لأن القيود رديفةٌ للعبودية، والتي هي عكس الحرية.
الحرية تتجلى في جميع المظاهر من حولنا، في الإنسان، والحيوان، وحتى النباتات، والأوطان، فالحيوانات تسعى لحريتها، وتنكفئ على نفسها عند سلب هذه الحرية، وحتى الطيور، يتضاعف تغريدها، وتشدو بأجمل الأصوات وهي حرة طليقة، وليست أسيرة في الأقفاص.
الحرية لا وطن لها، الحرية سماء، والسماء وطن الجميع.
الإنسان الحر هو القادر على صنع وجوده الخاص به.. فالحرية ليست مجرد شعار جميل يرفعه المؤمنون، ولا هي جنة خيالية .. الحرية بالإمكان أن تكون واقعاً، إذا استطاع الإنسان تكسير القيود المحيطة به والمفروضة عليه.