رئيس رابطة التعليم المفتوح: تمسكنا بالأمل ودافعنا عن قضيتنا ٦ سنوات ثقة فى القضاء المصرى
كتب /علي البديوي —نهال يونس
التعليم هو أفضل طريق لتنمية الذات وهو السبيل لتنمية المجتمع ،فالعلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرماء، ومن هذا المنطلق كان التعليم المفتوح هو الملاذ الأول والأخير للشباب الذين تقطعت بهم السبل وأصبحت الظروف حائلا بينهم وبين تحقيق أحلامهم فما كان لهم طريقا آخر إلا الإصرار على إكمال دراستهم من خلال التعليم المفتوح، وقبل ستة أعوام من الآن أصدر وزير التعليم العالي قرارا بإلغاء التعليم المفتوح والتغيير إلى التعليم المدمج والحصول على مؤهل عالي بكالوريوس أو ليسانس مهني وإجبار الطلاب على التوقيع على إقرارات بأن الشهادة ستكون مهنية وليست أكاديمية.
وقد تابعت رابطة التعليم المفتوح عن كثب كل ما أثير عن تلك الأزمة, الأمر الذى أخذ قدراً كبيراً من الجدل فى الوسط المهنى وامتد ليشمل الساحات الإعلامية والقضائية أيضا, حتى تحولت القضية إلى قضية رأى عام يتابعها كل مواطن. وهى نتاج مجهود سنوات من محاولات رابطة التعليم المفتوح للوصول لحلول لكى يعود التعليم المفتوح كما كان بشهادة أكاديمية .
وماكان لنا إلا مقابله المدافع الأول عن التعليم المفتوح وهو الاستاذ عامر حسن الصحفي بمصر اليوم ورئيس رابطه التعليم مفتوح وأجرينا الحوار معه لمعرفة كل ما يشغل بال الجميع في هذه القضية ..
_أولٱ حابين نتعرف على حضرتك ؟
عامر حسن صحفي بجريدة المصري اليوم وأخصائي إعلام بالهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الجمهورية ورئيس رابطة التعليم المفتوح.
_ حدثنا عن التعليم المفتوح ؟
التعليم المفتوح هو مصطلح يرتبط بمفهوم الإنفتاح في التعليم بزيادة الوصول إلى الموارد التعليمية ، ويسعى إلى الإستفادة من قوة الإنترنت، وتمكين الطلاب في جميع الأماكن من الوصول إلى المعرفة والتواصل ،وتعود أهميته الأساسية إلى تمكين الطلاب من تلقي العلم بغض النظر عن ظروفهم ،فالتعليم المفتوح لا يلزم الطالب بالحضور إلى الجامعة كل يوم ،ولاسيما إن كان له ظروف معينة .
_ما هي مميزات التعليم المفتوح؟
التعليم المفتوح أو إزالة الحواجز أمام التعليم مثل التكلفة أو الحدود الجغرافية، والوقت ،أو متطلبات الالتحاق، وهذا يساعد المتعلمين من الوصول إلى مهارة جديدة، أو إعادة تأهيل مهارة سابقة بطريقة أقل تكلفة ،وأكثر مرونة ،وهذا الاعتبار هام جداً في ظل الأزمة الإقتصادية التي نمر بها الآن .
_ما هو التعليم المدمج ؟
التعليم المدمج عرف على أنه مصطلح لوصف الحل الذي يجمع بين عدة طرق تقديم مثل التعلم التعاوني ومقررات عبر الويب ونظم دعم الأداء الإلكترونية وممارسات إدارة المعرفة مع قاعات الدروس وجها لوجه والتعلم الإلكتروني الحي.
_ماهي المشكلات التي تواجه خريجي التعليم المدمج؟
بسبب حصول خريجي التعليم المدمج على شهادة مهنية فذلك يحصره في حدود معينة ،فالشهادة المهنية عبارة عن درجة جامعية تركز على الجمع بين النظرية ،والتطبيق ضمن التدريب في المعايير ،والخدمات المطبقة داخل المهنة وليست أكاديمية .
_ما هي الأسباب الرئيسية وراء رفع الدعوى بإلغاء التعليم المدمج وعودة التعليم المفتوح؟
قال الأستاذ عامر تم رفع القضية للمطالبة بوقف قرار وزير التعليم العالي الصادر بتاريخ 7 أكتوبر 2017 بإلغاء التعليم المفتوح فيما تضمنه من تحويل الليسانس أو البكالوريوس من درجة أكاديمية إلى درجة مهنية مع ما يترتب على ذلك من آثار أهمها عدم إلزام الطلاب بالإقرارات وتمكينهم من دخول المحاضرات والامتحانات ،وأحقيتهم في الحصول على بكالوريوس اكاديمي عند التخرج ،فكيف يمكنني أن أطور التعليم وأقوم بنزع صلاحيات الشهادة ،فالشهادة المهنية لا تتيح الفرصة لإكمال الدراسات العليا، او التعيينات بالعمل ،ولا الدخول إلى النقابات .
_هل كان في السابق حق لخريجي التعليم المدمج الإنضمام للنقابات؟
الشهادة المهنية تكمن في أن الهدف منه هو إعطاء شهادة مهنية تساعد وتطور من الأداء المهنى للحاصلين عليها دون الإنضمام للنقابات بعد الحصول عليها مثل نقابة المحامين أو الصحفيين، وبالتالى هى ليست أكاديمية تسمح للطلاب الحاصلين عليها المساواة بخريجي الجامعات العادية أى الأكاديمية
و أن التعليم المدمج ليس بديلًا للتعليم الجامعي العادي، أو التعليم المفتوح ومن هنا فإن التعليم المدمج ليس تعليمًا موازيًا للتعليم الجامعى وإنما هو نوع آخر من التعليم للحصول على شهادة مهنية، وهذا أمر معمول به لتحسين الأداء المهنى لذلك لا تعترف بة النقابات ،ولذلك سعينا لإلغاء التعليم المدمج ،وعودة التعليم المفتوح.
_ما الفرق بين مسمى شهادة مهنية وشهادة أكاديمية؟
الشهادة الأكاديمية كما هي التنفيذية لا تمتلك صلاحية وإنما ممتدة واللقب العلمي يبقى مع الطالب دوماً حيث كان قرار المحكمة بالغاء التعليم المدمج وما ترتب عليه من آثار وحذف كلمة (مهني) من الشهادة وعودة التعليم المفتوح لسابق عهده .
والأمر ينطبق على بقية الدرجات العلمية كالدبلوم والماجستير والدكتوراه والزمالة وغيرها من الدرجات العلمية.
إلا أن الأمر يختلف بالنسبة للشهادات المهنية، فغالبا ما تكون الشهادة صالحة لمدة معينة (تختلف من جهة لأخرى) واستمرار صلاحية الشهادة المهنية مرتبط بالالتزام ببرنامج التعليم المستمر (حيث يطلب منك حد أدنى من النقاط يتم جمعها عن طريق حضور دورات أو ورش عمل أو كتابة مقال أو المشاركة في مشروع معين أو غيرها من الفعاليات المعتمدة التي تضمن استمرارية التعلم وممارسة ما تعلمته)،
وعدم الالتزام بهذا البرنامج يضع أمامك خيارين، إلغاء المؤهل العلمي تلقائيا أو إعادة الاختبار مرة أخرى. وهذا يقودنا لشرط إضافي وهو الانتساب للمنظمة المصدرة للشهادة والحصول على عضوية تحولك تحديث معلوماتك في برنامج التعليم المستمر.
_ما هي حيثيات الحكم بعودة التعليم المفتوح؟
من حيثيات الحكم التاريخى بعودة التعليم المفتوح بشهادته الأكاديمية،الحق فى التعليم هو حق دستوى كفله الدستور وأصبح على الدولة أن تراعى عند تنظيمها لهذا الحق أن يكون لكل مواطن أن يتلقى قدرًا من من التعليم يتناسب مع ميوله وقدراته وظروفه، وذلك وفق القواعد التى يسنها المشرع تنظيماً لهذا الحق، مما لا يؤدى إلى مصادرته أو الانتقاص منه.
_ما هو قرار المحكمة بعد استمرار أكثر من ستة سنوات لعودة التعليم المفتوح؟
قضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بإلغاء قرار وزير التعليم العالي الصادر بتاريخ 7 أكتوبر 2017 الخاص بإلغاء التعليم المفتوح وتحويل شهادته من شهادة أكاديمية إلى شهادة مهنية والحكم لخريجي التعليم المدمج بالحصول على شهادة أكاديمية.
وجاء منطوق كالتالي: حكمت المحكمة بإلغاء القرار المطعون فيه مع ما يترتب على ذلك من آثار أخصها حصول المدعين عن تخرجهم على شهادة أكاديمية وليست مهنية، والحكم لخريجي التعليم المدمج الحصول على شهادة أكاديمية.
اختصمت الدعوى التي حملت رقم 5815 لسنة 72ق ،خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي ،والقائم بأعمال الجامعات بصفتيهما،ذكرت أوراق الدعوى أن قرار وزير التعليم يخالف مبدأ المساواة والحق في التعليم المكفول بالقانون والدستور.
_وماذا بعد الحكم بعودة التعليم المفتوح؟
قال عامر إن قرار عودة التعليم المفتوح جاء بحكم تاريخي من محكمة القضاء الإداري بعد سعي استمر لمدة 6 سنوات، ويشمل القرار تحويل شهادة التعليم المفتوح من شهادة مهنية إلى شهادة أكاديمية أي مساوية للشهادات الأكاديمية وشهادات الانتظام والانتساب، وبذلك يصبح خريج التعليم المفتوح قادرا على العمل بشهادته، أن وقف التعليم المفتوح جاء بقرار من وزير التعليم العالي بتاريخ 7 أكتوبر 2017؛ إذ قرر المجلس الأعلى للجامعات وقف التعليم المفتوح لحين تطويره ، وأن التعليم المفتوح مر بعدة مراحل لتطويره، منها: النظام الإلكتروني الذي بدأ عام 2017، موجها الشكر لأعضاء رابطة التعليم المفتوح والنواب وأساتذة الجامعات الذين ساندوا ودعموا عودة التعليم.
وفي نهاية حوارنا حضرتك تضيف كلمة أخيرة
يجب على الحكومة المصرية توفير فرص التعليم المفتوح للشباب على نحو أكبر، وتوفير المزيد من الدعم والتمويل لهذا النوع من التعليم، بما يتيح للشباب المصري للتعليم والتدريب على مهارات جديدة، وتحسين فرص عملهم في المجالات المختلفة.
وبالنهاية، ونظرًا للأهمية الكبيرة للتعليم المفتوح في مصر، يتعين على كل فرد الاهتمام بتنمية معارفه واهتماماته العلمية والدينية، بحيث يمكنه الانضمام إلى هذا النوع من التعليم واستكمال تعليمه في العديد من المجالات المختلفة.
وفي نهاية حوارنا حابين نشكر حضرتك وكل أعضاء رابطة التعليم المفتوح وكل من ساهم في عودته مره أخرى شكرا لسعة صدرك بالتوفيق للجميع.