صاحب الظل الطويل

قراءة/ سالي جابر

اسم الرواية: صاحب الظل الطويل
الكاتبة: جين ويبستر
إصدار: 2018
اللغة: رواية مترجمة للعربية الفصحى بواسطة بثينة الإبراهيم
الصفحات: 233

ترتيب وسرد القصة يعتمد على أسلوب الرسائل، لها لغة بسيطة جدًا تفتقر إلى الصور البيانية، كثيرة الوصف والسرد للأحداث، وهي تناسب الأطفال أكثر، تحتوي على رسوم بسيطة بريشة الكاتبة.

تحكي القصة على جيروشيا أبوت أو جودي أبوت كما أرادت أن تسمي نفسها، هي فتاة تربت في ميتم جون غراي وكانت كل أحلامها أن يهتم أحد لأمرها، كانت المفاجأة الكبرى لها أن تذهب إلى الجامعة ليتغير مصيرها وتصبح فتاة جامعية وذلك من خلال الواصي الذي رأت خياله فقط وسمته ” صاحب الظل الطويل” وأراد ألا يخبرها هو عن نفسه، وكان شرطه الوحيد أن ترسل له خطابًا شهريًا تقص عليه تقدمها الدراسي، وكان يأمل أن تكون كاتبة، كانت تحبه كثيرًا لأنه عائلتها الوحيدة، لك أن تتخيل وجودة فتاة يتيمة لا تعرف أهلها تقيم في غرفة واحدة مع بنات أثرياء؛ تشعر بالنقص لكونها لا تعرف أهلها، ولذلك فهي كانت تتمنى أن تراه وأن يحضر حفل تخرجها.
كانت تقول له:” لقد كنت أفكر فيك كثيراً هذا الصيف. وجود شخص يهتم بيّ بعد كُل هذهِ السنوات يجعلني أشعر كما لو أنني وجدت جزءا من العائلة. كما لو أنني أنتمي إلى شخص ما الآن، وهو شعور مريح للغاية.”

جودي أبوت فتاة جميلة في كل شيء، البساطة، الاعتراف بعيوبها، صراحتها، تتعلم بسهولة وبساطة، تتقدم بشكل ملحوظ، ربما نتعلم منها جميعًا كيف يكون رد الجميل والصبر، والنجاح.

تتمنى جودي أن تصبح كاتبة، وأن تمتلك ميتم تربي فيه الأطفال على الخيال، تضع لهم خطط مدروسة، ترى أن كل شيء لابد أن يقام بدافع الحب وليس بدافع الواجب.
في نهاية القصة ننتظر مفاجأة جميلة كما وجدتها جودي.

من أجمل الاقتباسات:
• ينتاب المرء شعور هائل بالفراغ، حين يعتاد أشخاصًا أو أماكن أو أنماطًا في العيش ثم تنتزع منه.
• ‏لكنك رجل وهمي جدًا. إنك رجل خيالي صنعته أنا وربما يكون الشخص الحقيقي لا يشبه الشخص الذي اصطنعته أبدًا.
• ‏أنا أهرب منها وأناقش الحياة، الحياة بشكل واسع، مع أن النقاشات التي نجريها أنا وأنت هي نقاشات من طرف واحد، غير أن هذا خطؤك وحدك، وأرحب بردودك في أي وقت تختاره.
• ‏هلا غفرت لي من فضلك الرسالة التي كتبتها لك البارحة؟ لقد شعرت بالندم بعد وضعها في الصندوق، وحاولت استعادتها، لكن موظف البريد الشرير لم يعطيها لي.
• ‏أنا وحيدة، حقًا أحارب العالم وأنا أسند ظهري للجدار، وأشعر باللهاث حين أفكر بذلك.
• ‏أشكرك من أعماق قلبي على الحياة والحرية والاستقلال التي منحتها لي. لقد كانت طفولتي مجرد مرحلة طويلة كئيبة، وأنا اليوم سعيدة للغاية في كل دقيقة من اليوم حتى أنني لا أصدق أنها حقيقة . أشعر أني بطلة خيالية في قصة.

لقد عملت الكاتبة في أحد دور الأيتام، وكانت تعلم جيدًا أن هناك تؤد الأحلام، هناك تدفن الإبداعات تحت غبار الصح والخطأ، هناك إذا عاش الطفل معهم سنة إضافية فهو يعمل كعبد عندهم حتى يسدد الدَين، ولهذا قررت أن تكتب عنهم بلسان أحد الأطفال، وتمنت لو يصل صوتها إلى المسؤولين، وقامت الكاتبة بتحويل القصة إلى مسرحية، وفي مصر عُرض أحد الأفلام على غرارها مع اختلاف طفيف.
‏عندما تريد جودي أن تسدد دينها لذاك الرجل القريب البعيد، عندما تكن له كل الحب رغم أنه صورة في مخيلتها، ولم تره على أرض الواقع، عندما تعترف بحلمها أن تكون شيء وتكون…فنحن أمام كلمات تستحق الشكر والقناء

صاحب الظل الطويل
Comments (0)
Add Comment