كتبت _سالي جابر
في يوم عرفة بعد وجبة الإفطار الثمينة يخرج الرجال والأطفال احتفالًا بعيد الاضحى المبارك، وتبقى النساء في المنزل لتركيب الستائر وفرش المفروشات التي تُحفظ في حقائب للمناسبات فقط، يسهر الجميع وهم منتظرين صلاة العيد فرحين، يكبرون ويدعون” لبيك اللهم لبيك” تجلس القاعدات لمشاهدة حجاج بيت الله الحرام يتمنون زيارة بيته والدعاء والطواف، ويدعون للجميع” والله لو حجيت لادعي لك بالذرية الصالحة من على جبل عرفات” تجد النفوس الجميلة وقت الصلاة، ومن يبهجون الأطفال بتوزيعات العيد- أكياس بها بالونات وبنبون- تبتهج الشوارع بأغاني العيد وخاصة أهلًا أهلًا بالعيد …ونضحك عندما تصل ذكرياتنا إلى الكلمة التي جميعنا كان يميزها خطأ” سعدنا بيها…سعد نبيهة” أما الآن في علم 2023 وربما من عدة أعوام سابقة تغير المصريون كثيرًا.
صبيحة عيد الأضحى يسن الجزارين أسلحتهم البيضاء للذبح، يربطون العجول، والجِمال، والخِراف، ووسط بركة من الدماء تقف الأطفال لتشاهد، ويقف الجميع نساء ورجال مع وسط ضحكات عالية، ومِن الأطفال مَن يحدفون البهائم بالحجارة ويفرون …
هل من الطبيعي أن يكون منظر الذبح مصدر الضحكات العالية؟
هل من المعقول أن نلقي بالحجارة على البهائم العاجزة المروطة ونضحك؟
هل منظر الدماء أصبح عاديًا رؤيته للأطفال ؟
تغير المصريون كثيرًا، وتغيرت أخلاقهم، من ضمن تلك المشاهد العجيبة أن يرى عجل بهيمة أخرى تذبح، وقد نهانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم – عن هذا المشهد المهيب مراعاة لنفسية الحيوان.
السعادة ليست هنا، السعادة في الامتثال لأوامر الله وسنة نبيه، أُمرنا بالفرح في ليالي العيد، ومشاركة الحب على الجميع، وفرحة الأطفال بالعيدية، وتوزيع اللحم على الفقراء.
لكل البعض يذهب يمينًا ويسارًا، شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا بحثًا عن قطع اللحم وهو غير محتاج، ولا يترك لغيره.
أرى أن من الصواب أن تطرق أبواب المتعففين عن الطلب بأكياس من اللحم لإدخال السعادة على قلوبهم.
لقد تغير المصريون كثيرًا، حتى معاني السعادة لديهم تغيرت واختلفت عن سابق عهدهم، حتى مظاهر الاحتفال بالعيد.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية