الإنسانية والخير وجهين لعملة واحدة

بقلمي _نهال يونس

الخير هو كل ما يحبه الله ويرضاه من قول أو فعل أو خُلُق، كالذكر، ومساعدة الآخرين ،وقضاء حوائجهم ،وبذل الإحسان إلى الناس جزء عظيم من مفهوم عمل الخير،ومن عظيم فضل الله تعالى ورحمته بخلقه أن جعل أبواب عمل الخير وصوره كثيرةً جدًا في الإسلام التي أمرنا بها الله،ومن سبل عمل الخير وصوره التفريج عن المكروبين والسعي في قضاء حوائجهم من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والعلاج وسداد الدين،وإدخال السرور والفرحة إلى قلوب العباد طاعة جليلة لابد أن نحرص عليها ،ومساعدة الآخرين من الأعمال الإنسانية من خلال الأعمال التطوعية المختلفة يعزز من التعامل وجهاً لوجه مع العديد من الأشخاص، وهذه من الأمور المهمة التي تقلل من الشعور بالوحدة والانعزال، وتزيد من الشعور بالانتماء إلى المجتمع ككل،إنّ الله يحبّ عمل الخير الذي يفعله الإنسان، مهما كان ذلك العمل، ومهما كان حجمه، سواءً أكان صغيراً أو كبيراً، وفي أيّ وقت كان، لكن على الإنسان أن يتقن فعله ، ويخلص فيه، ويجدد نواياه ، فإن كان الفعل صغيرا لكن بإتقان العبد وصفاء نيته يعظم ذلك العمل، وعلى العبد الصادق أن يداوم على فعل الخيرات؛ لأنه سيجازى بها في الدنيا والآخرة، فلا يستصغر أي عمل مهما كان، فلكل فعل جزاء ،لعمل الخير آثار عظيمة تعم على الجميع، فنجد فيه للفرد القائم به يشعر بالطمأنينة والسعادة، ، وفي المجتمع نجد تماسكاً وترابطاً وانتشاراً للألفة والمودة بين أبنائه، وتخلو معه مشاعر الحقد والحسد من قلوب الفقراء نحو الأغنياء.
نأتي لموقف اللاعب ساديو مانيه بعد سخرية البعض منه لاقتنائه تليفون محمول مكسور الشاشة ،فرد ردا أقل ما يقال عنه أنه رجل عظيم وينبغي أن يكون قدوة للشباب لا أولئك التائهين الساخرين منه حيث قال “لماذا اريد 10 سيارات فيراري أو 20 ساعة أو طائرتين؟
كنت جائعاً وكان علي أن أعمل في الحقل.
لقد نجوت من الحروب، ولعبت كرة القدم حافي القدمين، ولم أتعلم وأشياء أخرى كثيرة، لكن اليوم بفضل ما أكسبه من كرة القدم، يمكنني مساعدة شعبي… وهو الأهم عندي
لقد بنيت مدارس وملعبًا ونوفر الملابس والأحذية والطعام للأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع.
بالإضافة إلى ذلك، أعطي 70 يورو شهريًا لجميع الأشخاص في منطقة فقيرة جدًا في السنغال، مما يساهم في اقتصاد الأسرة.
لست بحاجة إلى التباهي بالسيارات الفاخرة والمنازل الفاخرة والسفر بالطائرة الخاصة. أفضل أن يتلقى شعبي القليل مما أعطته لي الحياة.
وإن دل موقفه على شيئا إنما يدل على أن الإنسانية فوق كل الاعتبارات،فقد روى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: “أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا”
الأخلاق التي وصى بها حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم تبقى رأس الهرم اسأل الله لك ساديو سعادة الدنيا والآخرة تستحق احترام وتقدير شعوب العالم وليس شعبك فقط.

الإنسانية والخير وجهين لعملة واحدة
Comments (0)
Add Comment