للشاعر_ شفيق بن بشير غربال من صفاقس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
قال الصّبي ،وقد شقّ طريقه على مرمى البصرْ :
رموني بالغباء ، جناة البشرْ
لن تفلح يوما في دنيا العلوم
عديم الذّكاء ،
بطيء البديهة ،
سيئ الخطّ،
فقير الفِكَرْ.
كم أشبعوني ضربا عنيفا !؟
كم سوّدوا لي قادم العمر !؟
مكاني في الفصل لصيق الجدار
قصير القامة ، ضعيف البصر
تناسوني حتى ظننت
أنّي لست من دنيا البشر
كالحمار يحمل أسفارا
أشعروني بالضّيق والكدَر
ولما طال بالقسم مقامي
مللت الجدار و كل البشر
كسرت أقلامي .. مزّقت كراريسي
لا أصلح للعلم كباقي البشر
ولجت الحياة بروح التّحدي
لا بدّ لي أن أنتصر
كسبت الرّهان في ظلّ النّجارة
أحسست أنّي من دنيا البشر
عُوّضت عن الأقلام و القراطيس
بالإزميل والرابوخ وورق الزجاج
ومفكّ البراغي و الألواح والدُّسُرْ
أنطقت الأخشاب بأنامل عطشى
لكل بديع في الأثاث عسِر
طوّعته بعلمي وفني
أبهرت به صنوف البشر
وغدا الغبيّ ، لصيق الجدار
عديم الذّكاء ، فقير الفِكَرْ
يشار له بالبنان
ويشيّد بذكره من حضر
بقلمي: شفيق بن بشير غربال_ 7_6_2019
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية