بقلم _ مرفت علي العزوني
أمام البيت قطة تتمسح في ملابسى. أسرعت الخطى؛ لحقت بى.
أغاظنى تتبعها لى والسير معي كأنها رفيقتى الحميمة ، أوقفت سيارة أجرة ورحلت .
لا أهتم بنظرات البعض حين أبدى كراهيتى الشديدة للقطط،والخوف من نظرات العيون الباردة التى تشبه قطع الزجاج الملون .
عند العودة من العمل كانت القطة تنعم بوجبة من السمك. قذفت الطبق بعيدا وأغلقت البوابة
فى الليل تحت الشرفة تظل تموء مواء يذكرنى بصفارة الإنذار
التى تسبق الغارة الجوية فى الحرب .
كيف أنام والقطة تبكى وتنوح تحت رأسى! ؟ لوتركها الجيران بلا طعام أو ماء ربما ترحل للبحث عنهما فى مكان آخر .
أدرك أن القطة إذا توفر لها الطعام والمبيت استوطنت المكان واستولت عليه.
فى اليوم التالى تكرر المشهد غير أننى عزمت بينى وبين نفسى على تعذيبها.
رحت أسرع الخطى وأبطئ ، أجوب الشارع من البمين إلى اليسار ثم أعود إلى اليمين ثانية وهى تلاحقنى كظلى.
عند العودة رأيت الجارة تضع للقطة الطعام. لمتها :أنا لا أحب القطط ، مفيش حل غير إنى أسمها.
شهقت: حرام عليك. دية على وش ولادة.
فى الصباح حملت إليها بقايا السمك. تحاشيت النظر إلى بطنها ، لست على استعداد أن تتطور علاقتى بها أكثر من ذلك
كالعادة سرنا معا . عند نهاية الشارع صعدت فى سيارة أجرة ، وقبل أن تمضى بى سمعت رجلا يصيح معاتبا صاحب سيارة مسرعة : حاسب .
فى ذلك اليوم اختفت القطة.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية