تصنع القوة

بقلم- رانيا ضيف
عزيزتي 
بعد سلامي ومحبتي وقبلاتي
أعلم ما تعانيه هذه الفترة وأعلم أنك قوية، عنيدة وأبية، وكيف تتجاهلين بكاء قلبك وضجيج الأفكار برأسك الذي لا يهدأ 
أعلم ذلك وأكثر يا عزيزتي ولكن 
الكثيرات منا تتصنع القوة؛ كي تثبت لنفسها وغيرها أنها قادرة على تجاوز المحن، وأنها قادرة على تخطي أعتاب الخذلان دون أن تعرقلها ..
أنها لا تبكي على أحد أو من أحد سبب لها الكثير من الألم .
تلك القوة المصطنعة ترهقنا كثيرا يا حبيبتي، فهي تتغذى على الطاقة الهزيلة المتبقية دواخلنا، تنهشنا لتتركنا بقايا إنسان !
كان يجدر بنا أن نعيش الألم، ونواجه أخطاءنا، ونصمم على العيش بقوانين جديدة وأفكار أخرى، نرمم ما كسر بداخلنا؛ لا أن نستنزف ما بقي منا !
علينا أن لا تقيدنا نظرتهم لنا ولا شفقتهم علينا أو حتى شماتتهم بنا، لابد أن نحيا أحرارا !
القوة الحقيقية يا عزيزتي أن نستعيد أنفسنا، نروض مشاعرنا، نهذب أفكارنا ونطوع لنا الظروف لنختار أقصر السبل وصولا للسعادة.
حبيبتي أتمنى أن تصلني رسالة منك وقد تحررتي من نظرتهم الضيقة وقد حررتي قلبك من كل ما يؤرقه.
خالص محبتي .

رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية

تصنع القوة
Comments (0)
Add Comment