د/عصام علي
حدثها بعد غياب شهر من انقطاعهما :” كل عام أنتِ فيه أجمل .
– لم أكن أتوقع معايدتك ، لكني لم أندهش من مفاجأتك، فأنت من يكسر كل توقعاتي بمفاجأته!
– هل كانت معايدتي أجمل معايادات يوم ميلادك هذا العام ؟!
– الحقيقة لا، فأنا أنتظر أخرى – ربما لن تأتي – من صديقة مقربة !
( صمت يخيم على المكان )
– حسنا سيدتي … كوني بخير ..
يمر العام وتصبح معايدته الأجمل لها ، معايدته هي كل ما تنتظر ، لكنه يحرمها منها ؛ ليهب داخلها السلام ، ليمنحها رؤية العالم من غيره ، فلقد أصبح عين أخرى ، وأصبح سمع أخرى ، ونبض أخرى يتوقف في غيابه!
أراد بغيابه أن تبصر الحياة دون الوقوف على أكتافه ، يثق في قوتها من غيره لكن الأخرى تحتاجه أكثر ، الأخرى هو بالنسبة لها آخر أمل في الحياة وانسحابه من حياتها يعني ضياعها؛ لذلك لم يأتِ ، ولن يأتي ، وعليها أن تقر بالأمر ، وتبني منزل حياتها دون الاعتماد عليه عمادا !
لم يأت لكنه علمها معنى كيف تعيش الحياة لغيرها ، علمها كيف تحيا من أجل رتق القلوب ، علمها كيف هي بداخله ، وأنه ذاكرها في سره ، ويخشى أن يحدث بها في جهره ؛ ليس لعجزه أو لخوفه بل لأنها أصدق من حقيقة عمره !