أعمال يوم التروية، وعرفة

كتب-د.فرج العادلي

بداية: إن يوم التروية سُمي بهذا الاسم؛ لأن العلماء والدعاة يرْوون فيه مناسك الحج للناس حتى يؤدونها على وجهها الصحيح.

وقيل بل سمي بالتروية؛ لأن الناس يجمعون فيه الماء لسقي الحجيج وريهم في أيام الحج.

والتروية: يكون في اليوم الثامن من ذي الحجة.

وفي هذا اليوم يذهب الجميع إلى منى محرمين، ويفعلون ما يلي:

١- يستحب في هذا اليوم التلبية، والدعاء، والتضرع لله جل في علاه.

٢_ دخول أرض منى، وصلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ثم يبيت الحج ويصلي صلاة الفجر، ولا يخرج من أرض منى إلا بعد طلوع الشمس.

وهذا ما فعله رسول الله _صلى الله عليه وسلم-، ومن لم يفعل فقد خالف السنة، ومخالفة السنة ليست بالأمر الهين لكن ليس عليه دم، والأحرى اتباع السنة حتى يكون حجه كما حج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فإن الحج فريضة تؤدى مرة في العمر فيجب أن تكون متبعا اتباعا كاملا ودقيقا إلا إذا كان هناك عذر فلا شيء عليك.

٣- بعد طلوع شمس يوم التاسع يتجه الحجيج من منى إلى أرض عرفه، ويستحب له التلبية والتهليل والتكبير…

حتى يصل إلى أرض عرفة، والوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم أو الأكبر… وفيه يغفر الله تعالى ذنوب الحجيج كما أخبر الصادق المصدوق-عليه الصلاة والسلام-

٤_ وقت الوقوف بعرفة من زوال الشمس (وقت الظهر) حتى طلوع فجر يوم العيد.

ومن وقف في أي وقتٍ من الليل في أرض عرفة فقد أدرك الوقوف، وأتى بالركن، ومن وقف نهارا وجب عليه أن يبقى إلى ما بعد غروب الشمس، وفي هذا خلاف كبير بين الفقهاء لا يتسع المقال لذكره.. والأفضل أن نقف شيئا من النهار وشيئا من الليل لنخرج من الخلاف، ونكون فعلنا مثل ما فعل رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ ومن قلد أحد المذاهب فلا حرج؛ لأن لديهم أدلة في ما ذهبوا إليه.

ويستحب قبل الوقوف بعرفة أمور منها:

١_الاغتسال؛ لأن فيه اجتماع للناس من كل مكان فلا ينبغي أذية الناس.

٢_أن يقف في أي موضع من عرفة إلا بطن عرنة، ثم يذهب ويقف ولو لحظات بجوار جبل الرحمة عند الصخرات الكبار هناك.

٣_ أن يصلي مع الإمام صلاة الظهر والعصر جمع تقديم بأذانٍ واحدٍ وإقامتين.

٤- الإكثار من الدعاء، والتضرع، والتذلل لله تعالى.

وهنا قد اقتربت شمس يوم عرفة من المغيب، وبدأ الحجيج يتأهبون للذهاب إلى المزدلفة، فماذا يصنعون في مزدلفة ؟ هذا ما سنعرفه في المقال القادم بإذن الله تعالى..

يتبع…