ليس الهروب الأخير

بقلم / د. مايسة إمام
فيما يبدو أن أصحاب السبوبة الرياضية في مصر أصبحوا شبكة عنكبوتية سامة تلتهم أي موهبة رياضية في كل اللعبات على اختلاف أنواعها لتسد شبقها للثروة فطالعتنا منذ أيام قصة أحمد بغدودة بطل المصارعة الفار للخارج بعد الاستيلاء على حقوقه المادية بدعاوى مختلفة مما دفعه لليأس والهرب بأحلامه خارج الحدود
وها هو السيناريو يتكرر مره أخرى مع ضحية أخرى في مجال رياضة الهوكي، لاعب نادي التصنيع و المنتخب المصري ( زياد عادل بيومي )
الموهبة رياضية التي شهد لها الجميع بالتميز والتفوق في رياضة الهوكي ، وقد حصل ناديه علي بطوله إفريقيا الأخيرة وكان له دور كبير في هذا الانجاز ، كما أنه مثل مصر في عدة بطولات دولية بالهند وأوغندا وماليزيا وحقق فيها فوزا كبيرا وأشادت به الصحف الرياضية الأجنبية
ونتيجة لهذا التميز تقدم فريق الشرقية للهوكي وهو العريق في مجاله والمعروف بتصدره للبطولات كل عام بطلب لنادي التصنيع للاستعانة باللاعب زياد عادل بيومي في البطولة الأخيرة التي شارك فيها بكينيا وحصل النادي علي البطولة للمره 26 وصنف اللاعب زياد عادل ضمن أفضل لاعبي البطولة وحقق عدة أهداف وشارك في صنع غيرها
وإلي هنا فالقصة تبدو وردية تصف رحلة بطولة جميلة خاصة وأنه تم استقبال الفريق عند وصوله لمطار القاهرة استقبال الفاتحين وكان في مقدمة المستقبلين السيد وزير الشباب والرياضة و عدد كبير من رجال الأعمال بالشرقية ونواب مجلس الشعب وأعضاء مجلس إدارة النادي
وتلقى اللاعبين وعدا بمكافآت مالية لكل منهم كنوع من التشجيع والتكريم في حفل مهيب
وفوجئ اللاعب زياد عادل بيومي عند صرف مكافأة سيادة النائب / أحمد فؤاد أباظة بعدم استدعاءه لتسلمها كزملاءه رغم علمه بوجود اسمه بكشف أسماء اللاعبين المدرجين للمكافأة ، ومرارا حاول التواصل مع المسئولين بالنادي منذ شهر رمضان الماضي فلم يجد منهم سوي المماطلة والتسويف حتي وصله مؤخرا من مكالمة تليفونية يخبره بما معناه أن ينسى الأمر ولا يحاول إثاره الجدل فيه
لماذا وكيف ؟ لا أحد يعلم
أين ذهبت مكافأة زياد عادل بيومي ؟ لا أحد يجيب
من المسئول عن هذه السرقة العلنية في الشرقية ؟ مجهول !
هل علم رئيس مجلس إدارة النادي أبعاد المشكلة ؟ هل هناك أصابع خفية عابثة خلف الأبواب المغلقة دون علمه وتشوه سمعه النادي ورئيسه ؟!
من مِن مصلحته تشويه سمعه نادي عريق وصاحب بطولات في رياضة الهوكي تعد علامات مضيئة في التاريخ المصري ؟
من مِن مصلحته إحباط الشباب الواعد وسرقة حقوقه وأحلامه وفرحته مجهوده ؟
من مِن مصلحته دفع الشباب الواعد للهروب من رحم هذا الوطن والفرار للبحث عن رحم بديل يسكن فيه حتي ينمو ويكتمل نضوجه وتتبلور موهبته ويجد من يقدرها ؟
تساؤلات تحتاج لأجوبة من مسئولي الشرقية حتي لا تتكرر مأساة أحمد بغدوده وزياد عادل لن تكون الأخيرة من نوعها إذا لم تكن هناك وقفة ومحاسبة للمتسبب في تكرار هذه المهزلة وهروب جديد من صاحب شعار كلاكيت مش آخر مرة

ليس الهروب الأخير
Comments (0)
Add Comment