شعر/ أمان اللّه الغربي من دار شعبان الفهري نابل
متابعة عبدالله القطاري من تونس
كسرت كل المزهريّات
مذ غابت عنّي
ضوضاء حبّه وصخب يومه
تقمّطت ضيقي
أحرقت أنين الفساتين
مضغت شساعة الزّمن المترامي
سجنت قلبي في بلّوره الرّيفي
كان يسميني وردتي
حروفي صارت غربتي
وضاع اسمي الحقيقي
من وقتها
غربلت حبّات الصّحاري
أقتل الوقت بالوقت
أطعن في تعامد الضّوء على اخضراري
حتى أني ملأت الجرّار
من دموع البحار
جالست الكواكب
اقتحمت خلوة الأقمار
وأشعلت من شهب الجراح
شموع مزاري
أبحث عن أرض لي بلا ألغام تقاسيمه
عن صوت يقرأ أنفاسي المتسلّقة لهاويتي
يهدئني من كوابيس همسه على جسدي
أرض لا تنكر في الشّوق له أشعاري
أفتش عن رائحتي
على صدور الذّئاب العارية
في اشتباك الأصابع
في لعبة غميضة تحت الأغطيّة النّاعمة
أحاول أن أنساه على مفترق قبلة
تسحبني من جب ذكرياته
كل الحبال طائشة الشّهوة
ذائبة على فم السّهرة
تمدّ لي يدها الكاسرة
تغرس خناجر عيونها في جراحي النّضرة
لم أنجح في حفلة التّفتيش
تلميذ رسب من أوّل لمسة
عصفور أبى أن يطير إلى أحضانهم
الماجنة
ترك لهم على السّرير
قلبا معتقا بهواه منزوع الرّيش
أهرب من قطرات المغامرة
أجدني في محيط غرامه اللّامرجح أغرق و أغرق
مشلولة حيلتي
محرجة حيرتي
وأخرج حشرجة ندم من ليلة بائسة
أختنق بانتقامي لكبريائي
أتقيأ تهوري
اتكئ على عذابي به
صفر العرق من الحلبات الضّارية
كلّ الصّدور قاحلة في شراهة النّسيان
حبري نبيذ قلق
والقصيدة عاشقة غانية
مفرغة المؤونة إلا من أكياس وجعه
خاوية العطر
إلا من تركيبته
بلا ذخائر أرجم شيطان الخواء
أهادن سرّنا على الاستلقاء
أترنّح في حانات المتعبين بلا سكر
كأنّي بغيبوبة طوال الطّريق
دمي لكل دخيل لا يستجيب
كأنّي أستبيح تنفّسي
أرشحني لقيامتي
دعني من هذا التعلّق أستفيق
أنا أنثى في الهوى قد تفضحها النّظرات
وعلى الفراش امرأة لا تهزمها الارتعاشات
كن غائبا كما تريد
فإنّني شيدت قصوري بلا انتظارات
زرعت زهوري فراشات خارج الاحتمالات
تحلّق بعيدا عن مدارك
لا تهتز أردافها لأخبارك
زهور على قيد اللّامبالاة
عدت لرائحتي
قبل الفتنة بعينيك
ما عدت أطبخ قهوتي
على حرارة اللهفة
ولا أتدثّر بلياليك الحمراء
تلبست أفكاري
أعيش عذوبة انصهاري بي
لك بور الفراغ دوني
ولي دونك
مفاتيح القوافي وعشق الكلمات
الشاعرة أمان الله الغربي