للكاتبة والفنّانة التّشكيلية/ رجاء بن موسى من سوسة تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
على مائدة يوغرطة كان للرّبيع والجمال والحبّ و السّحر والخيال
احتفال
فمن نسمة جبال الدّير
تشدو لك فينيس الحياة
و تدعوك لجنّة الخلد وصفوة البقاء
و لمعبد عشتروت قربان من الجبال
و الجداول و أغاني الرّعاة
وإن كان بين حنّبعل و ماسينيسا
صراع فان الرّومان قد حكموا
في بلاط سيكافيرينا و بنوا أساطيرا من الحكايات بين العشّاق و سمرا لحطٌاب اللّيل وشرّعوا للحبّ والجمال بين الشّعب سلاما
وحياة
فلكلّ صخرة من ترابها حكاية
و لكل ّمعلم من حضارتها
افتخار للأجداد
وفي حمّام الملاّق كان لابن الشبّاط مقام قد خطّه على صفائح صلة السّمط
هنا حيث التّهاليل و البخور وسجود الطّيور لشدو العيون
و ترنيمة الرّوح لسحر الكون
و تقديس الإلاه نيبتون لمعبد المياه
هنا على ضفّة رأس العين تهزّ حور العين حرامها من البلل و طوق حمامة يشدو على سوريّة ريم الفيالة من حروف الذّهب والفضة حكايات الألفة و عليل الهوى و بقايا السّمر
و شباك عيون خاطبة تبحث عن الأصل و الدّلال لفرسان الحيّ على السّروج سهامهم الهوى
و على صخرة الجبل يشدو راع موّالا عروبيّا ينساب حزينا من شجن الناّي فيعانق شجر الفلّين ألما و هجرا
و قد نشدت له ظبية قشّبية انسابت خيوطها الوبريًة من أنامل تهب بين ثنياها الدفء و تصله بعبق تاريخه البربريّ مع الجبال
ّفالنّجد الصّخريّ مقامه عال و شتاؤه غزوات برد و هجوم ثلوج و صراع صقيع
فسلاحه سدّاية وجنوده خيوط جدّاد و عناق سيفه رطّاب
و وقع باروده خلّة قد رمت الفراشات والهدهد شباكا من حرير الأعياد
و خطّته هيّ خريطة ابن الخطّاب في الفتوحات
* لا تقرب البربر وعمر حيّا* و خريطة الكاهنة في شباكها مع الأشكال
* نقلة و دور و اواعكل*
و من رأس العين ترشح قطرات نبع الماء من قربة جلد الماعز قداسة وصفاء و قد تثاقلت فوق زنبيل من الحلفاء يتدلّى على ظهر حمار
تحسب رفيقه صاحب ثورة الحمار
لكن ما ان تلمحه حتى تحفظ أن
للسّقّاء حكاية إصرار و وفاء لغزلان تنشد رقرقة العين ارتواء
و انسيابا لحبّات اللؤلؤ على خدّ المها و الأقحوان و النوّار فهو من أهل الجريد و الكرم والوفاء من شيم النخيل
غازيا أحياء ابن عينين و ابن الشرفين
يراود الإلتواء و ينير الظّلمة
درجة درجة
وقد سبقت خطواته عزيمته
فهو رسول من معبد المياه يروي
أهل الهوى و هياكل الجمال بقاء وطربا
و ناقوز تكلّم يشدو لعروس ترمي بعيونها الملاح شباكا لصغير ريقو شاح
وشيخ البلد فوق الجواد يسابق باروده سمق الصنوبر
فتفوح الكاف ركحا للسّتار و الدّقّات الثلاث
ومن نسمات نبر يفوح من الجبال صدى الصّنوبر و السًنديان هيّ آهات صليحة ترعى نيقانها و جمالها فوق ربوة سيدي مرزوق و تشدو للصّبايا بخنوقا و فنارا و شمعا فيهتزّ لها الخليل و يعنقر لها الكبّوس
فموّالها عشق يعانق الجبال
و يفوح خبر الزّردة في سوق الدهماني من نبرات البرّاح
وهي ترقص على أهازيج الطبلة
الليلة زردة في سيدي بركات
والحاضر إبلّغ الغائب
فتتشوّق لها التّهاليل و تنساق لها بركة صابة القمح والشعير و يسيل لها دماء بقرة سوداء فدية من كلّ سوء أو نقصان
و يفوح الكسكي بالخرفان
على إيقاع طبل تاجا فوق رؤوس الفرسان
والسمر حكايات الأجداد لغزوات سيدي المخلوف و بن عيسى و بركات و قهرهم للعدوان
وعبق الأمازيغ يدغدغ خيالنا من نقرات الحرقوس على جبين العروس
فقد زوّدت الماشطة الجليزيّة
بشذى الجبال عفصا وحديدا
فخلتها بدرا قد توشى بقداسىة عشتار. أو فينيس
و قد ستر خجلها من حقّ الحبّ
و حقّ الشّوق عبروق. ينسدل من طاقيّة تفوح فضة و كنتيلا و عدسا
و يرقص على نغماته تّيقار وقع رماح جنود البربر أيّام الحرب
و قد نقشت على خرص الكرومة
خطة * عثمان* لأكسل* ملك البلاد *الإسلام دين للبربر*
و أخفت في الطّبلة ختم قرانها من غدر الزّمن و القرين
وحاصرته بين النّجمة والهلال
أمانا لها و سلاحا للمستقبل
و رناّت المعصم مسايس ومقياس
من موكب السّلطان الأكبر
ونغمات الصّدر سلسلة و ريحانة من ديوان العجم
ومحبوب من أيّام البربر
و بشمق من صدف التّرك
ومن تحت جبّة تنصهر بين ريحان الچنّة و جمرات الجحيم
يتهادى خلخال بورطلين
تنشق له القلوب نّكرانا و سحرا
وفي حصن القلعة يفتح باب الغدر لجحود المستعمر و نكران الثّّعلب
فتغدو ساقية سيدي يوسف جرحا
غير مضّمد للخيول واللّقلق
وإن سقى أرض الخضراء و وأرض المليون شهيدا
حرية و استقلالا