خواطر/ هندة محمد من جزيرة الأحلام جربة
متابعة/ عبدالله القطاري من تونس
“هكذا يحلمُ الناسُ بسيدةٍ عاليةٍ، سيّدةٍ ترتدي الماءَ فستاناً لسهراتِها المجنّحاتِ بالضّوءِ، وترتدي الشّمسَ والقمرَ قفازين ليديها، ولا شيء يمكيجُها سوى الغيم، سيّدةٍ لها من الحياةِ منابعُ الدّهشةِ، وأسماءُ الفتنة.
هكذا يتنفسُ البشرُ عبقَ المشمومِ في جيدِ آلهةٍ رسمتْ نفسَها بالبياضِ، وعمَّدتْ ضفيرتيها بالأغنياتِ الشّاسعاتِ، ورقصتْ بين النبضِ والقلبِ على مقاماتٍ لم يصلْ حدودَها زريابُ ولا حتى بتهوفن.
.
هكذا تكون الآلهة والسيدةُ والأنثى والحكايةُ جزيرة بنيتْ من لبان الأغاني والقصائد وطليتْ شوارعُها بصبغِ أضافرِ الجميلات، ورتّب المطرُ تسريحةَ شعرِ أشجارِها، جزيرة تقفُ على بوابةِ العالمِ تغنّي :
“من المشموم جئت وبي سرابُ / فرتلَ دهشةَ العطرِ السّحابُ …..”