إعداد المربية/سعيدة الهيشري -زاوية المقايز
متابعة عبدالله القطاري من تونس
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟!!
و رقم بطاقتي ستون ألفا وأكثر
وأطفالي كل عام عشرون مكرر
… سيكبرون ،
و فيهم سيكبر نوري
في حين عمري سيقصر
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟!!
و غبار الطبشور أثقل صدري
و مفاصلي هدّها الوقوف
… كل الأمراض تسكنني
و رصيدي البنكي أحمر
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟!!
و الأرياف أعرفها الحامور ولمزاير
بسهولها و هضابها
و أعرف ما في جبالها من ذئاب
و خنازيرو أشجار صنوبر،،
كم في منحدراتها زلت الأقدام
فيسقط العابرون
و يبقى المعلم شامخا لا يتعثر
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟!!
أزرع الأحلام في بيداء مظلمة
و من دمي أسقيها ،،
فتنبت و تنمو و تزهر
و تأتي على كل شكل ثمارها
فمنها الطبيب و منها السفير
و منها … و منها …
و منها الوزير
فكيف على يا ثمرتي تتكبر؟!!
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟!!
بين الأوراق أبيت أنسج يومي
كم كراس و كم كتاب
و كم من جهد
أطرزه بدفتر
… ينام وليدي ،،
و أم وليدي بعد طول سهاد
تقول “بالله يا قرة عيني
هذا الوضع متى يتغير؟”
عذرا ،، هذا قدري
وأنّى الهروب من أمر مقدر؟؟
… ويمضي الليل وقبل الفجر أغادر بيتي
لعلي على وسيلة نقل أعثر
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟؟
أنفقت وقتي و مالي وهبت
حبّا في الله لأطفالي
أسامة و خالد و سعاد و كوثر
هذا ينقصه كراس وذاك قلم
و تلك -أعزكم الله- بلا حذاء
و في كل يوم أكمل نقصا لأخرى
و في كل يوم أمنح بعض الكمال لآخر
و ما بخلت يوما و ما مننت
فهل تراك تراني تجاوزت
“خطك الأحمر” ؟؟؟
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟!!
لست رسولا ولست بريئا
و لكني أشعر بالخزي
إذا كنت في الدرس مقصِّر
و أشعر بالخزي أيضا
إذا ما نلت حقي
وإني طوعا لنائله أو كرْها
و ما أنت على المعلم بمسيطر
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟؟
… ألا تتذكر؟؟
عن صفحة فضاء المعلمين