بر الوالدين هو المحافظة على حقوق الوالدين والعناية بهما وإظهار الاحترام لهما، وهو من الأخلاق الإنسانية التي تستند إلى الدين والحضارة، وتعددت صور البر عند العرب واختلفت تفاصيلها، حيث يعتبر العرب الوالدين من أكثر الناس حقًا في الحياة المتواضعة والرغدة، لذلك فإن بر الوالدين يعتبر أساس السعادة الحقيقية والسيادة العربية والإسلامية.
لقد جعل الإسلام البر بالوالدين واجبًا لكل مسلم، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا” (النساء: 36). كما أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالبر بالوالدين، حيث قال: “الوالدان أوافق أبواب الجنة، فإن شئتم فلا تحقروهما” (متفق عليه).
ويؤثر بر الوالدين بشكل إيجابي على الفرد والمجتمع، فالفرد الذي يرعى والديه ويحرص على الاهتمام بهما، يشعر بالسعادة والاطمئنان في نفسه، ويحظى ببركة الله تعالى في رزقه وحياته، كما أنه بذلك يكسب الشعور بالانتماء للأسرة والمجتمع والوطن، وهو من التربية الحسنة والأخلاق الحميدة.
أما فيما يخص المجتمع، فإن بر الوالدين يعد من أساس المجتمعات السوية والمتطورة، حيث يوجد فيها الاحترام للمسنين والوالدين، وتنعكس هذه القيمة على المجتمع في العموم، حيث يقوم الشباب والأطفال بتقليد هذه القيمة وتطبيقها في حياتهم اليومية، ويكون للوالدين حق قوي في الحياة والمشاركة في الأسرة والمجتمع.
ويشكل الإهمال وعدم الاهتمام بالوالدين العديد من المشاكل المجتمعية مثل الجريمة والعنف والانحراف، كما أن الاهتمام بالوالدين يمكن أن يخفف الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها المسنون، وهو ما يؤثر على صحة الجسم والروح.
وفي الختام، يجب أن نعرف أن بر الوالدين هو دين وأخلاق وتربية حسنة، ويعد من أساس جميع المرجعيات الأخلاقية، وهو يؤثر إيجابيًا على الفرد والمجتمع على حد سواء، فعلينا جميعًا أن نرعى ونحترم ونؤدي حقوق والدينا ونكن مؤمنين بأن هذا العمل يضفي السعادة والراحة في الدنيا والآخرة، ويحقق الازدهار للأسرة والمجتمع.